لم أفهم تصريحات سيادة المشير أثناء افتتاحه مصانع مجمع إنتاج الكيماويات بالفيوم، وظللت أعيد قراءتها حتى حفظتها، والشهادة لله.. فقط كان حفظى لها غاية فى السهولة لاقتضابها وانحسارها فى محور أساسى، يتفرع إلى شقين أساسيين أيضا، الأول: هو الهجوم على من هاجموه، والثانى هو الدفاع عن نفسه بعد شهادته فى محاكمة مبارك، إذ قال سيادته «لن نقف كثيرا أمام من يتكلم وينتقد، فلا يوجد ما يوقفنا» وما أحزننى أن سيادة المشير أشار إلى مهاجميه بالحرف «ما» وقد اصطلح علماء اللغة العربية على أن الحرف «ما» يستخدم لمخاطبة أو وصف غير العاقل، خلاف الحرف «من» الذى يخص العاقل، كما يستخدم هذا الحرف للإشارة إلى المعدوم أو غير الموجود، كقولنا إن الله يعلم ما كان وما لم يكن، وخلاف استخدام هذا الحرف، فقد نفى المشير وجود «ما» يوقفنا، أى أن مهاجميه ومنهم كاتب هذه السطور، غير موجود، تماما مثلما استنكر العقيد معمر القذافى وجود مناهضيه قائلا كلمته الشهيرة: «من أنتم».
كلمات المشير بالنسبة لى كانت محزنة ومخيبة للآمال، ففى الوقت الذى كنا بحاجة ماسة إلى توافق وطنى وإجماع على مصلحة البلاد العليا، عمقت كلمته من الهوة بينه وشباب الثورة، مستعديا الشعب عليهم، وواصفا إياهم بـ«هواة الكلام»، وهو أعلم الناس بأنهم رجال أفعال لا أقوال، وأن أفعالهم أتت به إلى سدة الحكم فى مصر، فكيف يكون من فعلوا كل هذا «هواة كلام»؟
ألتمس العذر لسيادة المشير، فيبدو أن هناك من يضلله، وأنصحه نصيحة المخلصين، بألا يستمع إليهم مرة أخرى، فقد قال المشير ما يشير إلى أن ناقلى ردود أفعال الشباب على ظهوره ببدلة مدنية، قد حرفوا كلام الشباب، وأوهموه بأنهم أعابوا عليه لبسه بدلة «شيك»، ولذلك قال مستنكرا «هل كانوا يريدون ارتدائى «بدلة مقطعة»؟! وهنا أحب أن أقول لسيادة المشير، بأن أحدا لم يعب عليك ارتداءك بدلة شيك، وأكاد أقسم لك بأنه لم يتطرق أحد إلى ذكر شياكة حضرتكم المذكورة، فكل ردود الأفعال هذه جاءت تخوفا من أن يكون نزولك إلى الناس بهذا الشكل، محاولة منكم للظهور بالشكل المدنى لا العسكرى، تمهيدا للمنافسة على كرسى الرئاسة، لذلك كان الأولى بسيادتكم أن تنفوا نية ترشحكم لانتخابات الرئاسة، أو السعى للحصول على الحكم، خاصة أن لا أحد يضمن ما يفعله الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس، ومنهم سيادة المشير طبعا، فالشيطان الرجيم له أفعاله المعروفة، والتى أمرنا الله بأن نجابهها، ولم لا وقد وسوس لسيدنا آدم وأخرجه من الجنة، ووسوس لسيدنا يونس وأدخله بطن الحوت؟
تصريحات سيادة المشير أكدت صبره على الاختبار الذى وضعه الله فيه، إذ قال: إحنا صابرين صابرين صابرين، كما أكدت على صدقه فقال: أنا رجل صادق ولا أكذب على ربنا، ونحن نعرف هاتين الصفتين جيدا، ولا نشك فى سيادته، لهذا اندهشت حينما قال «لم يطلب منا أن نضرب نار على الشعب.. ولاعمرنا هنضرب نار» وأذكر سيادته بأن هذا اللبس الذى وقع فيه الناس، وظنوا أن «الجيش حمى الثورة، ورفض أمرا بإطلاق النار على المتظاهرين» يسأل عنه تصريحاته فى أكاديمية الشرطة، كما يسأل عنه البيان رقم 52 الذى قال إن سيادتكم رفضتم إطلاق النار، فكيف يرفض الواحد شيئا لم يعرض عليه أصلا؟ ولهذا أنا حزين حزين حزين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad abdelaziz
من نحن
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
لقد استتب له الأمر
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
كفا؟؟؟
ايها الكاتب اتقى الله فى مصر وبلاش الفتنه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ثوره ثوره
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور احمد صالح
من مكة المكرمة
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الشلبي
ياسمري كفاية تشكيك وتشهير خربتم البلد الله يهديكم !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن على
لا داعي لكثرة الكلام الغير مفيد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
عكس دوران الكره الارضيه و العوم عكس التيار للاخوان السلفيين
عدد الردود 0
بواسطة:
درويش
جائزة نوبل للتحريف
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت أم الدنيا
خلونا إيد واحدة