عادل السنهورى

الاقتصاد وزحمة السياسة

الثلاثاء، 04 أكتوبر 2011 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حواره مع صحيفة «الأهرام» مؤخرا، نبه الدكتور كمال الجنزروى رئيس الوزراء الأسبق، على ضرورة الاهتمام بالمستقبل الاقتصادى لمصر، وضرورة وضع خطة عاجلة لعلاج الكيان الاقتصادى العليل فى مصر.

فالكل مشغول الآن فى مصر بالزحمة وبالحراك والجدل السياسى والصراع حول اقتسام النفوذ فى الواقع السياسى المصرى، دون الالتفات إلى الحالة الاقتصادية التى تصنع مكانة الأمم- كما قال الدكتور الجنزورى- فتركيا حققت نهضة اقتصادية كبرى ساهمت فى تعزيز سياستها الخارجية ودورها المتعاظم الآن فى المنطقة العربية، ولولا ذلك ما استطاعت تركيا أن تكون اللاعب الرئيسى الآن فى مجمل القضايا الإسلامية والعربية.

مشاريع التنمية فى مصر التى جمدها النظام السابق، مثل مشاريع تنمية سيناء والساحل الشمالى وشمال الدلتا وشرق التفريعة وغيرها تحتاج إلى تفعيل وتنفيذ فورى بإرادة سياسية وأياد قوية غير مرتعشة ودون انتظار لاستقرار وضع سياسى قد يستغرق من الوقت عاما أو عامين.

حكومة الدكتور شرف منذ أعلنت عن إنشاء هيئة عليا لتنمية سيناء منذ أكثر من شهر لم نسمع عن أى تحركات أو اجتماعات تمهيدية لتنفيذه أو اتخاذ الخطوات الأولى لتفعيله حتى لا يتحول إلى وعد كاذب ووهم زائف وورقة سياسية يتم استخدامها لجذب تعاطف الرأى العام مثلما فعلت حكومات النظام السابق.

وحتى الآن لم تتشكل أى لجان لتسويق مشروع تنمية سيناء داخليا لجذب روؤس الأموال الخاصة ورجال الأعمال فى الداخل، وتشجيع روؤس الأموال العربية على الاستثمار فى سيناء.

النقطة الأخيرة والخاصة بتسويق مشروع تنمية سيناء خارجيا نبهنى إليها رئيس اتحاد المصارف العربية السيد عدنان يوسف خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، فالحكومة المصرية أعلنت عن الهيئة العليا لتنمية سيناء دون أن يكون لديه تصور أو خطة واضحة لجذب رؤوس الأموال العربية للاستثمار من خلال عرض المعلومات والبيانات الدقيقة اللازمة لتسويق المشروعات الزراعية والصناعية والسياحية فى سيناء.

إذن هناك طريق مواز آخر يجب التحرك فيه دون انتظار لاستقرار الجدل والخلاف السياسى الدائر حاليا، وهو طريق التنمية الاقتصادية والبدء فى تحويل الأفكار والمشروعات والمخططات الاستراتيجية إلى أمر واقع وشىء ملموس على الأرض، فالاقتصاد هو الشىء الثابت فوق الأرض والسياسة هو العامل المتحول والمتغير فوق الرمال، والموارد والإمكانات متاحة ولا ينقصها سوى إراداة سياسية فاعلة وقوية وإدارة واعية ومتيقظة تعمل وتخطط للمستقبل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة