خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": المخطط الإستراتيجى للتنمية

كنت قد كتبت هنا أمنية صغيرة، ابتهلت فيها إلى الله أن يتفرغ قطاع من أبناء هذا البلد للتفكير فى المستقبل، وتحريك مشروعات التنمية، انطلاقا من فكرة أساسية أؤمن بها، أنه (لا قيمة لأى ديمقراطية لا تستطيع توفير حياة كريمة للناس).

وبعد يومين فقط من مقالى هذا، التقيت وزير الإسكان الدكتور فتحى البرادعى فى حوار مطول- تقرؤه منشورا فى هذا العدد- الذى أطلعنى على الخرائط والأرقام الخاصة بالمخطط الإستراتيجى للتنمية الذى أعدته وزارة الإسكان، ووافق عليه الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، ومن المنتظر أن يُطرح هذا المخطط الإستراتيجى للحوار المجتمعى قريباً.

هذا المشروع يبعث على الأمل، ويفتح الصدور المغلقة بغبار السياسة والانقسام، لتتنفس أوكسجين المستقبل، وهذا المشروع أكبر كثيراً من (أمنياتنا الصغيرة) لما يتضمنه من أحلام مبهرة لمصر الآن، وبعد خمس سنوات، وخلال الأعوام الأربعين المقبلة.

ورغم أننى أعرف مقدما أننا سننقسم أيضاً حول أفكار هذا المشروع، وحول تكلفته المالية، وجدواه الاقتصادية، فإننى على يقين بأن الجيل الحالى الذى صنع التغيير فى يناير، يمكنه أن يصنع مستقبله بنفسه، من خلال الاعتصام بحبل الأفكار الواردة فى هذا المشروع. على الأقل نفكر فى أنه إذا قامت الساعة، وكان بين يدى أحدكم فسيلة.. فليزرعها، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعالوا نعتصم بحبل مشروع قومى جديد، تعالوا نفكر كمواطنين وكمجتمع كيف يمكن أن تتحقق هذه الأفكار الكبيرة، فالشعب الذى تحدى القهر والاستبداد، قادر أيضاً على أن يتحدى الطبيعة، ويستغل موارد أرضه البكر، ليصنع مستقبلاً كريماً، أتمنى أن نرفع شعار «الشعب يريد تنفيذ المخطط الإستراتيجى»، ونتحالف حول فكرة تحرك مصر إلى الأمام، بدلا من الانجراف الدائم إلى الخلف.
والله أعلم.







موضوعات متعلقة::
وزير الإسكان فى حوار لـ "اليوم السابع": نعيش عصر "الوفرة" فى الأراضى ولم نستهلك بعد عشرات الآلاف من الأفدنة داخل كردونات المدن الجديدة.. لم يعد معقولاً أن نخصص أراضى لرجال الأعمال بالتليفون