الحمد لله على رسول الله سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، فهو أكبر نعمة جاد بها الله على الأكوان كلها فهو النور الوهاج والسراج المنير الذى أزال الظلمة وبكلامه وبأنفاسه حطم الشرك والأوثان وصنع إنسانا جديدا يناجى الرحمن، إنسانا كله رحمة وعطاء، ذا قلب سخى بالرحمة والرفق والحب. لقد حمل إلينا رسول الله عليه أزكى التحية والسلام القرآن من رب كريم عزيز محب لخلقه يريد لهم السعادة والعزة «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين». آه ما أروع القرآن المقدس كل حرف منه نور وهداية وعلم وشرع يحمى الإنسان من الهلاك.
نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم البشرية بكل ما هو خير ونقاء وطهر وبما فيه سعادتها. إنه يحب الناس كلها وأمته خاصة وكان يحزن عندما يفر عبد من الهداية ويسير على نهج الشيطان الملعون.
قال خير خلق الله عليه الصلاة والسلام إن القوة فى الوحدة والضعف والهوان فى الفرقة والتشرذم، وقال الله تعالى «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون». فالذى يفرق الأمة ويضعفها آثم ومخالف لقول العزيز الحكيم ونصائح رسوله الرحيم عليه الصلاة والسلام.
الحقيقة أن يد الله مع الجماعة يبارك فيها ويهديها ويضع لها أسباب النجاح والتوفيق. وقال تعالى «إنما المؤمنون إخوة...» وقال أيضا: «كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه حسب المرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم»، وقال خير خلق الله عليه الصلاة والسلام «إياكم والتلون فى الدين...». ومن دعاء الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه: «يا نور يا قدوس يا حى يا قيوم اغفر لى الذنوب التى بها تحل النقم واغفر الذنوب التى تغير النعم واغفر لى الذنوب التى تورث الندم واغفر لى الذنوب التى تنزل البلاء واغفر لى الذنوب التى تقطع الدعاء واغفر لى الذنوب التى تقطع الرجاء واغفر لى الذنوب التى ترد الدعاء واغفر لى الذنوب التى ترد غيث السماء واغفر لى الذنوب التى تظلم الهواء واغفر الذنوب التى تكشف الغطاء». الذنوب تمنع الخيرات وتنزل بالبلاء ولا يرفع البلاء إلا بالتوبة وحسن العمل ومن حسن العمل بعد التوبة الصادقة الإحسان إلى الغير ومن ذلك الحفاظ على الأمة التى أحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها الله خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. لقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أسباب القوة والسلامة والوقاية ومن بين أسباب القوه التقوى والصلاح وحب الأمة والوحدة والتضحية بالذات وبالمصالح الضيقة فى سبيل رفعة الأمة. قال حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، إن الذى يسعى لتفريق الأمة شيطان يريد أن يأخذها إلى الظلام والهلاك. أنقذ يا الله الأمة من هؤلاء. آمين.