منال العيسوى

روح أكتوبر

الخميس، 06 أكتوبر 2011 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأول مرة منذ 30 عاما يحتاج المصريون لإظهار الروح الحقيقية لحرب أكتوبر المجيدة، التى طالما كان يتعمد تغييبها، من خلال تصدير ميديا إعلامية تكتفى بوجوه واحدة لا نعرف غيرها، وكلمات متشابهة تسرب بين طياتها النجم الأوحد لحرب أكتوبر، وروح الاستسلام التى باتت تكبل الجميع الذين كانوا أبطالا حقيقيين بعيدون عن الكاميرات والأفلام الوثائقية، التى لم تعترف بهم وأفقدتهم حقهم الأول فى التكريم وظلت تمجد وتفخم فى الرجل الأوحد .

محارب ما أجمله من لقب ظل صاحبه يفتخر بحمله وقت الحرب وبعد الحرب لسنوات قليلة، وبعدها طرقوا كل الأبواب للحصول على حقهم فى حياة كريمة بعدما دفعوا من دمائهم وأجسامهم فداءً لمصر، ومنهم من استشهد على أرضها، دون أدنى تقدير وظلوا يناشدون المسئولين لإعطائهم الفرصة ليعيشوا وأولادهم دون ذل أو مهانة بعدما منحوا كل المصريين الكرامة والعزة.

لأول مرة تبدو منصة الاحتفالات بأكتوبر خالية من مبارك وحرمة ونجليه، لكن يبقى المشير فى الصدارة، ويتحول الحوار والكلمات من التمجيد فى صاحب أول ضربة جوية للتمجيد فى السادات وبراعته فى وضع الخطة العسكرية "عاش الملك.. مات الملك"، ويختفى خطاب مبارك الذى يكاد أن يكون نسخة واحدة تكرر الوعود بحياة كريمة أفضل، وبتحسين مستوى الدخل لمحدودى الدخل وتكريم الشهداء، فكم من نساء وأمهات وأطفال فقدوا زويهم فى الحرب.

واختفى المشهد الذى كان يثير سخط وغضب الكثيرين، مما كان يسببه من ارتباك للمرور وتغير مسارات للشوارع خاصة فى مدينة نصر وصلاح سالم، أثناء ذهابه لإلقاء الخطاب ووضع إكليل الزهور على قبور الشهداء ووقوف جنود الأمن المركزى والضباط من الصباح الباكر لتمهيد الطريق لسيادة الرئيس السابق.
ولأول مرة اليوم يكون شارع صلاح سالم هادئ وغير مزدحم ربما ساهم فى ذلك أن اليوم الخميس إجازة رسمية، لكن السبب الحقيقى هو اختفاء المراسم العسكرية والمشوهات الإعلامية لمواكب الوزراء وأعضاء الوطنى ومجلس الحكومة للمشاركة فى الاحتفال وارتباك المرور.
اليوم مع الثورة وأخيرا بعد ثلاثين عاما علينا أن نتحلى بروح أكتوبر الحقيقية للصبر والأمل والمثابرة والمناورة لتحقيق الأحلام لاجتياح محنة ما بعد الثورة وتحقيق الحلم الحقيقى للثورة، الذى بدا وكأنه يتسرب من بين أيدينا.

على الأمهات والآباء أن يبثوا الأمل والحب فى أبنائهم المحاربين كى يثأروا لكرامتهم وكرامة مصر ويثابروا على النصر وهزيمة الأعداء، فما أحوجنا الآن لهذه الروح، فمن منا ليس فى بيته محارب فى مصنع أو مدرسة أو شركة قطاع عام، نحتاج جميعا للأمل والصبر والمثابرة والتكاتف حبا فى أرض مصر ونحن قادرون على صنع حلم أكبر من أكتوبر، فنحن شعب قادر على صنع العظمة والكرامة والحب.
يكتمل الاحتفال بأكتوبر حين يحتفل الشعب بنجاح ثورته وتحقيق مطالبها التى اشتعلت من أجلها، وإسقاط النظام السابق بكل ذيوله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة