على مدى أسبوع أو أكثر توالت الدعوات والحشد لجمعة "شكرا عودوا إلى ثكناتكم"، فى الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وعبر منشورات تم توزيعها فى الميادين الهامة ومن خلال الاتصالات المباشرة، لكن النتيجة كانت على غير توقع أكثر المتشائمين، ولم يحضر سوى آلاف قليلة فى ميدان التحرير تجمعوا حول منصتين فقط، بينما غابت منصات القوى السياسية الفاعلة، وحتى المسيرة التى خرجت من رحم هذه "الجمعة" إلى ماسبيرو للمطالبة بنقل السلطة للمدنيين لم يشارك فيها سوى المئات، فلماذا خابت التوقعات والمراهنات حتى أصبحت جمعة "الثكنات" جمعة يتيمة بلا أنصار أو متظاهرين؟
هناك سبب مباشر وراء فشل مليونية الثكنات، وهو عزوف كثير من القوى السياسية عن المشاركة فيها، فالتيارات الإسلامية من الإخوان إلى السلفيين مرورا بالجماعة الإسلامية وأذرعتها السياسية من الأحزاب، تراهن على العلاقة الطيبة بالمجلس العسكرى ومعروف أنها لن تشارك فى مظاهرة حاشدة تطلب عودة الجيش للثكنات، والأمر نفسه ينسحب على التيارات الليبرالية التى لم تعد فيما يبدو تراهن على النزول للميادين ،رغم مناداتها بمطالب وشعارات "جمعة الثكنات".
السبب الثانى ربما يلخصه تحذيرات كررتها مرارا وتكرارا حول مخاطر تنميط الثورة، بحيث تتخذ لدى قطاع كبير من الشباب والحركات السياسية مظهر الخروج إلى التحرير وميادين المحافظات ورفع الأعلام واللافتات بالمطالب والهتافات والإفيهات الساخرة وحتى الأحكام القاسية على الحكومة والمجلس العسكرى، وبعد انتهاء اليوم يجمع المتظاهرون لافتاتهم ومطالبهم وأحكامهم وإفيهاتهم ثم يعودون إلى منازلهم وهم يظنون أنهم أدوا واجبهم تجاه البلد وتجاه أنفسهم، وطالبوا بما يجب أن يطالب به الوطنيون الثوار.
الاكتفاء بتكرار هذا الفعل النمطى للخروج للميادين تحت الشعار الثورى العريض يؤدى تدريجيا إلى عزوف الجماهير عن المشاركة وإعطاء الزخم للأحداث والمطالب، ومن ثم تصبح الدعوة إلى مليونية نقل السلطة للمدنيين أو إيقاف العمل بقانون الطوارئ أوغيرهما من المطالب المشروعة مجرد دعوة من الأفنديات لا تقنع الجماهير بالخروج، وإعطاء المعنى للجمعة، ومن ثم لا تتحول من يتيمة إلى مليونية حاشدة ولا يترجمها المجلس العسكرى والحكومة إلى قرارات وأوضاع على الأرض.
أيضا يبدو أن قدرة النشطاء والحركات السياسية على تطوير المفاهيم الثورية فى تشكيلات من أحزاب ومنظمات مدنية لم تتبلور بعد، ولم تكتسب مهارة تكوين مجموعات الضغط والتفاوض والتشبيك وتحقيق المكاسب السياسية ونحن على أعتاب انتخابات هى الأشرس والأكثر تنافسية فى تاريخنا الحديث، الأمر الذى يؤشر إلى بقاء نمط الثورة باعتبارها خروجا إلى ميدان التحرير لفترة مقبلة وهو نفسه ما يهدد بتفريغ الحراك الثورى على الأرض.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبد الحليم
الـثـعــلـــب فــات فـــات وفــي ديــلــه ســبـــع لـفـــات
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى 100%
الى من يسمون انفسهم بالثوار
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
فشلت لان الدرس يعاد ويكرر منذ 8 شهور ومازال الجميع اغبياء لا هم لهم الا كروشهم والتنطيط
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شاكر - سان فرانسيسكو
المصريين اهما
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
ده مش فشل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لان التيار الاسلامي لم يشارك