د. فتحى حسين

أول عيد لأكتوبر بدون المخلوع

الأحد، 09 أكتوبر 2011 09:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر علينا هذه الأيام ذكرى انتصار الجيش المصرى فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 فى هذا العام للمرة الأولى بدون الرئيس المخلوع حسنى مبارك بعد الثورة المجيدة التى أطاحت به من سدة الحكم وأسفرت عن خلعه من منصبه.. ولأول مرة ننعم بالراحة من عناء الاستماع إلى خطاب مبارك المتكرر الذى حفظناه عن ظهر قلب فى هذا العيد والذكرى العطرة التى لم نكن نستطيع الاستمتاع بها بسبب هذا الخطاب الروتينى الذى لا يتغير مهما تغيرت السنين والأيام!.. وكان مبارك يستعرض دائما فى هذا الخطاب ما حدث فى الحرب وأمجاد الجيش المصرى والقوات المسلحة وغيرها من الأشياء التى نعرفها جيدا دون أن ينسى التأكيد مرارا وتكرارا على الدور العظيم والمحورى والفيصلى لسلاح الطيران والضرب الجوية الأولى التى قادها بنفسه على حد قوله فى الخطاب السنوى، وأن هذه الضربة هى السبب الرئيسى فى هزيمة إسرائيل فى هذه الحرب! والتى جعلت الجيش الإسرائيلى يستسلم ويطلب العفو من الجيش المصرى وهى التى حطمت الأسطورة الإسرائيلية التى تقول إن الجيش الإسرائيلى هو الجيش الذى لا يقهر وأشياء من هذا القبيل، حتى أنك عندما تسمع الخطبة العصماء وتشاهد تدخل الإعلام فى عرض صورة تضليلية وإيحاءات عن بطل الحرب والسلام، تعتقد أن مبارك هو الوحيد الذى حارب إسرائيل فى 73، وأن النصر قد تحقق فقط بعد الضربة الجوية الأولى وليست الثانية لسلاح الطيران!

وفى الوقت نفسه، سعى مبارك ومن حوله من بطانة فاسدة وإعلام حكومى مضلل ومزيف يخضع كليا لسيطرة الحكومة إلى تجهيل وتهميش أدوار شرفاء وأبطال حقيقيين كانت لهم أدوار عظيمة وخطط متفردة كانت هى الحاسمة فى هذه المعركة، مثل الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان القوات المسلحة فى الحرب والذى توفى يوم تنحى مبارك عن الحكم بعد أن أبعده مبارك عن الحياة العامة وأساء معاملته، وهناك غيره الكثير من فرسان العسكرية المصرية الذين قدموا أعمالا وخططا حربية لا تزال تدرس فى جامعات العالم حتى الآن وتعمد مبارك ونظامه البائد تجهيلهم وتقليص أدوارهم بل ومحاربتهم.

ولكن الاحتفال بعيد نصر أكتوبر المجيد هذا العالم مختلف تماما من حيث الشكل والمضمون، فقد شاهدنا عروض الطائرات وهى تقطع السماء ذهابا وإيابا وترسم مناظر جميلة فيها، أسعدت الملايين الذين شاهدوها وتسابقوا فى الميادين لرؤيتها والاستمتاع بها فى يوم النصر العظيم.. نحن نريد لهذا العيد العظيم والذكرى العطرة لعبور الجيش المصرى أن نتمسك بروح أكتوبر ونعبر مثل عبور الجيش من الدولة الدكتاتورية التى عشنا فيها ثلاثة عقود من الظلم والقهر والتخلف وتكميم الأفواه والظلم المبين وغياب العدل الاجتماعى والكرامة الإنسانية والفساد الكبير فى كل مناحى الحياة فى عهد الديكتاتور مبارك إلى الدولة الديمقراطية المدنية المتقدمة بالحرية والعدالة والكرامة وروح الثورة المجيدة فى 25 يناير، التى لا تقل عن روح ذكرى أكتوبر التى نتمنى أن تسود فى كل أعمالنا الحياتية فى إنتاج المصانع والأراضى الزراعية والتصدير للخارج والسعى للوحدة وليست الفرقة ونبذ العنف والفتنة الطائفية والعمل على تثبيت أسس ودعائم الدولة الديمقراطية فى مصر، وهذه الأمنية التى نحلم بها لبلدنا الغالى فى ذكرى أول عيد لنصر السادس من أكتوبر بدون طلة أو طلعة أو ضربة مبارك الجوية!!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة