لا أجد سببا واحدا يدفع المتظاهرين الأقباط الذين خرجوا فى مظاهرات الغضب من شبرا إلى ماسبيرو، لمهاجمة قوات الشرطة العسكرية بالسنج والسيوف والمولوتوف، الأمر الذى أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء وعشرات المصابين من الجنود.
لا أجد سببا واحدا لهذا العنف الذى يبدو منظما وموجها نحو إشعال البلد، وإذا أردنا أن نسمى الأشياء بأسمائها، فما حدث اليوم أمام ماسبيرو بلطجة منظمة واعتداء على هيبة الدولة وإهانة للقانون ينبغى أن يواجه بما يستحقه من محاسبة حازمة.
قد يرد علىّ أحدهم بالقول: ألم تسمع بما حدث فى كنيسة المريناب؟ ألم تسمع بهدم المضيفة التى كان يصلى فيها مسيحيو القرية لأنهم لا يملكون كنيسة؟ ألم تسمع بتصريحات محافظ أسوان الذى تعلل بتزوير التصاريح الخاصة بالكنيسة ليؤكد عدم وجود نية لدى الأجهزة التنفيذية لحل المشكلة؟
نعم سمعت بكل هذه الأسئلة، وكتبت مطالبا بإطلاق حرية بناء دور العبادة لجميع الطوائف، لكنى لا أعتقد أن أيا منها يعتبر سببا لأى مظاهرة بالأسلحة البيضاء والحجارة والزجاجات الحارقة، أو للاعتداء على أفراد الشرطة العسكرية ومحاولة اقتحام مبنى التلفزيون وتحطيم واجهة جريدة الأهرام.
أريد أن يجيبنى أحد المتظاهرين الذين حملوا الحجارة وزجاجات المولوتوف، كيف يخدم هذا العنف السافر حق المسيحى فى بناء كنيسته؟! وكيف تعبر هذه البلطجة البغيضة عن مشاكل الأقباط؟! وهل يمكّن هذا الخرق للقانون الأقباط من الحصول على ما يريدون؟! أم يأتى بأثر عكسى ويغذى مناخ الاحتقان الطائفى؟
المسألة برمتها تبدو منظمة مسبقا لإيجاد مناخ عام من الفتنة القابلة للاشتعال والتفاقم من الإسكندرية إلى أسوان، مع المراهنة على إثارة مشاعر الأغلبية فى المجتمع، وقد يخرج بعض المهووسين لإحراق كنيسة هنا أو الاعتداء على دير هناك، وتكبر الفتنة لتبتلع المجتمع.
أسأل الذين خرجوا فى مسيرة يوم الغضب القبطى: خرجتم للتعبير عن حقوقكم بشكل منظم فى القاهرة والمحافظات.. فلماذا انحرفتم إلى الاعتداء والعنف؟! وأسأل الآباء الكهنة الذين شاركوا وحرضوا على هذا العنف: كيف سمحتم للزى الكهنوتى بالمشاركة فى هذا العنف السافر؟! وهل تتحملون دم هؤلاء الجنود الذين سقطوا وجراح عشرات المصابين وقد رأيناهم جميعا على الشاشات يتراجعون أمام هجوم المتظاهرين المسيحيين، الذين تحولوا إلى بلطجية بعد تعرضهم لغسيل دماغ منظم؟
إذا اشتعل هذا البلد، لاقدر الله، سيتحمل الآباء الكهنة مسئولية تهييج وإثارة الأقباط للوصول إلى المناخ المهيأ للفتنة..
إذا اشتعل هذا البلد، لاقدر الله، ستحل اللعنة على هذه الحكومة الضعيفة التى لا تحمل رؤية ولا خططا لمعالجة الأزمات قبل حدوثها أو إطفاء الحرائق بعد اشتعالها بالكفاءة اللازمة..
إذا اشتعل هذا البلد، لاقدر الله، سنحترق جميعا وسندفع الثمن غاليا من دمائنا وأحلامنا ومشاريعنا المستقبلية..
إذا اشتعل هذا البلد، لاقدر الله، سنندم جميعا على أننا لم نضرب على أيدى مثيرى الفتنة ولم نزح المسئولين الضعفاء من مواقع المسئولية لأنها أكبر منهم..
إذا اشتعل هذا البلد، لاقدر الله، سنحمل عارنا إلى الأبد لأننا لم نحم ثورة بشرتنا بعهد جديد ومستقبل نصنعه بأنفسنا، وتركنا الأهواء تسوقنا إلى الدمار.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
يا رب ارحم
موضوعات متعلقة..
ماسبيرو نتاج طبيعيى لتكفير الأقباط والتحريض عليهم
الأمن المركزى يفرق الأقباط أعلى كوبرى أكتوبر
أقباط الإسكندرية يقطعون الطريق احتجاجاً على أحداث كنيسة الماريناب
◄رشق مسيرة الأقباط بالحجارة وإطلاق أعيرة نارية من مجهولين فى الهواء
◄الأقباط يحملون أكفانهم فى مسيرة يوم الغضب
◄التلفزيون المصرى: شهيد و20 مصاباً من قوات الجيش أمام ماسبيرو
◄الأقباط يقطعون طريق ماسبيرو ويرشقون سيارات الجيش بالحجارة
◄الشرطة العسكرية تفرق الأقباط المتظاهرين أمام ماسبيرو
◄شهيدان ومائة مصاب أمام ماسبيرو نتيجة استخدام الأقباط للأسلحة النارية
◄مواجهة أعلى كوبرى أكتوبر بين الأمن والمتظاهرين الأقباط