قبل أيام قليلة من بدء فتح أبواب الترشح للانتخابات البرلمانية، هناك ظاهرة ملحوظة، وهى أن الكثير من الناخبين، مازالوا لا يعرفون المرشحين الذين يعتزمون خوض الانتخابات، كما أنهم لا يعرفون خريطة الأحزاب الجديدة التى تأسست فى فترة مابعد الثورة، وبالتالى لا يعرفون ما إذا كان لهذه الأحزاب مرشحون أم لا.
أرصد هذه الظاهرة من واقع دوائر محافظتى «القليوبية» التى مازلت أعيش فيها، والمثير أن هذا الأمر لم يكن كما كان بعد تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، فوقتها كان من السهل أن تنزل أى دائرة فتسمع عن عشرات الأسماء التى تستعد لخوض الانتخابات، وكانت جميعها من الوجوه الجديدة، وبعضها لم يسبق له ممارسة العمل السياسى.
وبعد فترة ومع احتدام الخلافات بين القوى السياسية، والتى صدرت لعموم الشعب المصرى، فإن خريطة الطريق نحو المستقبل تبدو ضبابية، تراجعت حالة الحماس، واختفى من الخريطة كثير من الأسماء التى كانت تعتزم الترشح، ومنذ أيام قليلة قابلت شابا طيبا فى دائرتى طوخ - قليوبية كان يعتزم الترشح، وقام بجولات انتخابية فى قرى الدائرة، وفجأة اختفى من الخريطة، ولما سألته قبل أيام، أجاب: «للأسف لقيت اللعبة مش لعبتى».
تأملت هذه الحجة جيدا، فهى ربما تعبر عن أن الناخب تعود على حالة انتخابية قديمة، وهى أن هناك محترفين لها، وبالتالى فإن الجدار صلب أمام مواجهة هؤلاء المحترفين، وعليه فإن الناخب قد يجد نفسه أمام نفس الوجوه، مع تغيير فى الخطاب السياسى أى الحديث عن الثورة وما يلزم من إشادة بها، وقد يقودنا هذا المنطق إلى أننا سنجد مجلس شعب دماءه ليست جديدة.
هذا التخوف مشروع، وطبقا له أجد أن التحالف الذى يتزعمه حزب الحرية والعدالة، بالإضافة إلى التحالفات الأخرى أمامه تحدٍ من نوع جديد، وهو خلق خلطة تجمع بين مرشحين قدامى متمرسين، ومعهم دماء جديدة يصدقها الناس بوعيها وخطابها السياسى الناضج والمعبر عن روح الثورة شكلا وموضوعا، وعن هذه الدماء الجديدة، أقول إننى لمست تجاوبا جماهيريا معها فى جولات للقرى شاركت فيها، وتعاملت مع حملاتها عن قرب، مثل حاتم رزق فى طوخ - قليوبية، وحامد جبر فى كفر شكر وبنها، لكن المشكلة تبقى فى مفاوضات ترتيب القوائم الخاصة بهما، فهل يضحى الترتيب بهما، ونخسرهما كدماء جديدة تعبر عن الثورة؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبد العزيز
عن دائرة طوخ أكتب لك أستاذي المحترم سعيد الشحات