عادل السنهورى

الصدمة الثانية لـ«لإخوان»

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2011 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصدمة الثانية للإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية فى مصر التى تتهيأ للانتخابات البرلمانية المقبلة، جاءت من حزب النهضة الإسلامى فى تونس. فقد سارعت قيادات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان إلى تهنئة النهضة بفوزه الكاسح فى المجلس التأسيسى فى الانتخابات التونسية، واعتبرت أن حصوله على نصف المقاعد تقريبا، فألا حسنا للجماعة فى الانتخابات المقبلة، وانتصارا للتيار الإسلامى فى دول الربيع العربى، بل وبالغت الجماعة فى الفرحة على أساس أن فوز النهضة فى تونس هو انتصار للإخوان المسلمين فى مصر ومؤشر سابق لأوانه على ثقة الإخوان وباقى التيارات الإسلامية فى السيطرة على مجلس الشعب القادم.

لكن بعد صدمة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى وزعيم حزب العدالة والتنمية خلال زيارته الأخيرة فى مصر وتأكيده على علمانية الدولة، وهو ما أغضب الجماعة وأخواتها التى خرجت بالآلاف لاستقباله فى مطار القاهرة تيمنا بالسطوة الإسلامية السياسية القادمة إلى مصر، وإعادة إحياء دولة الخلافة، جاءت تصريحات وكلمات راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة للشعب التونسى بعد فوز حزبه بنغمة مغايرة تماما وصادمة للجماعة وحزبها.

ظهر أن هناك فارقا حقيقيا وجوهريا فى الفكر والمنهج والرؤى بين قادة العمل السياسى فى تونس وقرنائهم فى مصر، فالغنوشى بتأكيده على أن تونس للجميع وستكون حرة ومستقلة ومزدهرة تصان فيها حقوق النساء والرجال والمتدينين وغير المتدينين، وأنه لن يفرض الحجاب على المرأة التونسية، بل إن دورها فى حزب النهضة والحياة السياسية فى تونس دور أساسى وجوهرى، أحدث انقلابا هائلا على جمود فكر الإسلام السياسى فى مصر وجعله بخطابه الجديد متوافقا مع مطالب ثورة الياسمين فى تونس، بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

الغنوشى وحزبه حاز على ثقة الشعب التونسى فى المجلس التأسيسى لإعداد الدستور، وزادت هذه الثقة بالخطاب التنويرى الجديد والمعتدل فى لغته، الذى يقدم الحزب للحياة الاجتماعية والسياسية الجديدة فى تونس ببرنامج محدد وواضح ومواقف معلنة ننتظر تطبيقها على أرض الواقع.

صدمة تونس الجديدة بعد صدمة أردوغان أعتقد أنها جرس إنذار للإخوان وغيرهم بضرورة التغيير والتوافق مع المجتمع بكل فئاته وتياراته السياسية والفكرية وإلا فقد تأتى الصدمة الثالثة من الداخل هذه المرة!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة