طرح الصديق والكاتب المرموق ضياء رشوان، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، قضية خطيرة فى مقاله المنشور يوم السبت الماضى بـ«المصرى اليوم»، وتتعلق بعدم التنسيق بين قوى وأحزاب الثورة بمختلف ألوانها فى الانتخابات البرلمانية الحالية، ضاربا المثل بالتنافس بين أسماء من هذه القوى فى الدائرة الواحدة، كما هو موجود فى بورسعيد بين أكرم الشاعر عن حزب الحرية والعدالة، وجورج إسحاق الرمز المعارض المعروف، وفى دائرة الدقى يتنافس على المقعد الفردى الدكتور عمرو الشوبكى مع الدكتور عمر دراج من الحرية والعدالة والمهندس محمد الصاوى.
وتمتد هذه الحالة إلى معظم دوائر الجمهورية شاملة القوائم والفردى، ويطرح رشوان ضرورة التنسيق، وألا تتحول المعركة إلى اختبار قوة وإظهار الأوزان النسبية لكل منهم، محذرا من أنه فى حال لم يحدث ذلك سيخرج الجميع من المنافسة، ويحل الفلول محلهم فى برلمان مهمته الأساسية هى صياغة دستور جديد.
والحقيقة أن دعوة «التنسيق» التى ينادى بها رشوان تبدو معلقة بين السماء والأرض، أو أنها تأتى فى الوقت الضائع، ومعطيات الواقع تشير كل يوم إلى أن مهمة البرلمان القادم، وهى صياغة دستور جديد، يتراجع اهتمام الناخب بها الآن، وأصبح اهتمامه الأكبر بالانفلات الأمنى، والأزمات الاقتصادية المتتابعة، بالإضافة إلى استمرار شكوى الشباب من البطالة.
ولا أقول ذلك من باب التخمين، وإنما من واقع ما سمعته بإلحاح فى جولات انتخابية شاركت فيها مع زملاء مرشحين فى الأسابيع الماضية، وتبدو هذه الأرضية خصبة للفلول من زاوية أنهم يتحدثون الآن بلا خجل عن أن ثورة 25 يناير هى المسؤولة عن تفريخ هذه الأزمات، ويرفع من هذا الخطر أن الأحزاب والقوى السياسية التى ساهمت فى الثورة تتعامل بالفعل مع الانتخابات بمبدأ إظهار قوتها ووزنها النسبى، والدليل على ذلك فشلها فى تكوين تحالفات قوية تدخل الانتخابات بأهداف سياسية محددة، مما رتب الصراع الموجود فى الدوائر بين قوى كان من الأولى أن تتوحد فى مواجهة قوى النظام السابق التى نظمت نفسها فى أحزاب جديدة، ستتحالف حتما تحت قبة البرلمان لتحقيق أهدافها.
وأمام هذا التوقع علينا أن نفكر من الآن فى كيفية التعامل مع مرحلة ما بعد الانتخابات، وأبرز شواهدها تقول إن قوى الثورة وأحزابها لن تكون بالطموح البرلمانى الذى يؤهل لأن تحقق ما تريده من أهداف الثورة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
باهى سعيد
من اين يأتى الخلل