أفرزت ثورة الخامس والعشرين من يناير عددا لا بأس به من الرموز والأبطال الذين يطلون علينا يوميا بالبرامج والصحف والندوات والمؤتمرات، ويأخذون فى الحديث سواء عن مساوئ النظام السابق وأسراره وكواليسه، أو الحديث عن أمجادهم وكفاحهم ونضالهم فى ظل بطش النظام السابق وقمعه!!
وفى الواقع يبدو أن الأغلبية من الشعب المصرى قاموا بتصديق هؤلاء الرموز فى كل ما يقولونه وقاموا بالهتافات لهم وتشجيعهم على مواقفهم الشجاعة والنبيلة والوطنية، متناسين تاريخهم السياسى القديم ومواقفهم مع النظام السابق!! فمثلا كلنا نتابع الكاتب الكبير عادل حمودة، سواء فى برنامجه بقناة «CBC» أو بجريدة «الفجر» التى يترأس تحريرها، وهو يفضح أسرار النظام السابق وبمنتهى الدقة، ونحن نشاهده متناسين أنه فى ظل النظام السابق لم يجرؤ يوما أن يهاجم الرئيس، بل كان يجزم بأن مبارك خط أحمر، وكل من حوله لا يساعدونه كما يجب!! وتناسينا تاريخه بمجلة «روز اليوسف» التى هى صحيفة قومية تتبع النظام السابق وعلى علاقة وثيقة بجهاز أمن الدولة! وتناسينا رحلاته مع الرئيس مبارك على طائرته الخاصة!!
أيضاً الإعلامية الكبيرة لميس الحديدى التى تقدم برنامجا على القناة ذاتها وتطل علينا يوميا بروحها الثورية الوطنية تسخط وتسخر وتفضح النظام السابق، متناسية علاقتها القديمة والوثيقة بالحزب الوطنى، خاصة بحملة انتخابات عام 2005 حيث كانت عضوا بالحملة وبمثابة الذراع اليمنى لأمين التنظيم أحمد عز!! كيف تناست دموعها التى ذرفتها على حفيد حسنى مبارك يوم جنازته منذ عامين أمام شاشات التليفزيون!!
نأتى إلى مثال آخر بعيد كل البعد عن المجال الإعلامى، وبيده معظم مفاتيح الوطن فى الفترة الحالية بحكم منصبه كرئيس للوزراء، إنه الدكتور عصام شرف الذى تم اختياره من قلب ميدان التحرير ليقود الحكومة! أليس هذا الرجل هو ذاته وزير النقل الذى حلف اليمين أمام مبارك منذ سنوات معدودة وبعدها أقيل فى أحداث حريق القطار، ولم يستقل كما يروج البعض؟! أليس هذا الرجل عضوا بالحزب الوطنى حتى تم حرقه فى يوم الغضب؟! ألم يقم بدعم اللواء يحيى عزمى شقيق زكريا عزمى بالشرقية فى انتخابات 2010؟! ألم يحضر آخر اجتماع لجمال مبارك بلجنة السياسات قبل الثورة بأيام؟ ألا يعرف الشعب أن الدكتور عصام شرف عضو بالمجلس الأعلى لأمانة السياسات التى كان يترأسها السيد جمال مبارك؟!
للأسف إن هذا العامود لا يكفى للحديث عن عدد من رموز الثورة وتاريخهم السياسى والنضالى.. لذا فللحديث بقية.. وربنا يستر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
