> من علامات التأزم فى أية مشكلة أن تصل لمرحلة اللدد فى الخصومة، وهو تعبير يستخدم فى القانون أيضًا فى لغة المحامين والقضاة، وكانت مجالس الفقهاء تنهى من يمارس هذا «اللدد» عن أن ينخرط بينهما لأن قلبه وقت اللدد يلغى عقله، ومشاعر الغضب والغل والكراهية تبنى جسرًا عاليًا من الخصام والفرقة.. وهذا ما حدث بالضبط فى أزمة المحامين والقضاة. المسألة ليست المادة 18 فى قانون أو تعديلات القانون الخاص بالهيئة القضائية، المسألة منذ زمن وعقود من السنين لها علاقة بفارق اجتماعى هائل بين نظرة المجتمع للمحامى والقاضى، ونظرة المحامى نفسه لنفسه، ونظرة القاضى لنفسه وللمحامى معًا، المسألة يا حضرات المستشارين أن طالب الحقوق كان حلمه أن يتخرج ليعمل بالقضاء، وعندما لم يجد الواسطة التى تضعه على منصة القضاء أو سلك النيابة وجد نفسه محاميًا ضمن عشرات، بل مئات الألوف، رغم أنه ربما يكون قد حصل على تقدير أعلى من وكيل أو مدير النيابة أو القاضى، ولكنها الملعونة الواسطة، لذلك استفز جموع المحامين أن يقول أحد أهم مسؤولى نادى القضاة جملة مستفزة جدّا، وهى «أن أبناء القضاة على رأسهم ريشة» وكان ذلك منذ شهور، واليوم يعلن أحد مرشحى منصب نقيب المحامين أن نقابة المحامين لن يدخلها قاضٍ إذا نجح هو فى موقع النقيب، والقضاة يهددون بالامتناع عن الإشراف على الانتخابات، والمحامون يطالبون بوقف صرف بدلات القضاة.. ومحاضر من كل نقابة فرعية للمحامين ضد وزير العدل، واتهامات متبادلة، وضرب رصاص من أحد المستشارين أمام نادى القضاة ضد محامٍ، معقول يا ناس؟! معقول يا مصريون؟! ما هذا العبث؟ فى الوقت الذى تتمنى فيه مصر أن تحرسوا مرحلتها الانتقالية وتؤدوا الأمانة إلى أهلها، أنتم عنوان العدل والحق، تتركون قيادة السفينة وهى فى مهب الريح ليعبث بها من يشاء، ولماذا فى هذا التوقيت بالتحديد؟ هل هى مسألة مقصودة؟ هل هناك من نفخ فى جذوة النار الرابضة تحت الرماد حتى يشتعل الموقف ويثور الكل ضد الكل؟ المسألة جد خطيرة.. وتحتاج من حكماء الطرفين أن يقرروا تأجيل فتح كل الملفات فى هذا الوقت، دعونا نجعل المرحلة تمر والانتخابات تمضى بسلام ويأتى برلمان مصرى منتخب وأمامه افعلوا ما تشاؤون، وهدوا كل القوانين السابقة، وناقشوا مشاكل السنين، وضعوا قوانين جديدة ترضى كل الأطراف، وقتها لن يلومكم أحد، أما الآن فهذا لعب بالنار ومصر محروقة، كفاية.. كفاية حرام.
«حملة»
> فى جميع مقالاتى وإلى يوم الانتخابات أنشر هذه الكلمات وأرجو نقلها وتوزيعها والعمل بها: «عزيزى المصرى، عزيزتى المصرية، يوم الانتخابات عليك الاستيقاظ مبكرًا جدّا وحجز مكانك فى الطابور والوصول للصندوق قبل الظهر، لأن فئة معينة قررت أن تذهب بعد صلاة الفجر لحجز الأماكن، وبالتالى لن يصل للصندوق إلا أصواتهم، واعمل حسابك على أن هناك وقتًا محددًا حتى يتم غلق باب الانتخابات، صدقونى، من التجارب سيستولى على الأصوات من يصل مبكرًا، من أجل مصر اذهب إلى لجنتك مبكرًا.. التوقيع: مصر».
محمد الغيطى
يا حضرات المستشارين والمحامين.. اللدد فى الخصومة كارثة!
الثلاثاء، 01 نوفمبر 2011 03:47 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور
اللى يلحق؟ معقوله