سعيد الشحات

الملتحون الجدد

الخميس، 10 نوفمبر 2011 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل شهور تحدثت فى هذه المساحة عن صديقى الذى أطلق لحيته فجأة ودون مقدمات، ولما سألته عن السبب فاجأنى بقوله: «خلاص.. الإخوان قادمون»، وقلت إنه مما يثير انتباهى فى محيطى الاجتماعى الذى أعيش فيه، مشاهدتى لموظفين يخرجون إلى المعاش وممن يقتربون منه يطلقون لحاهم، مع احتفاظهم فى نفس الوقت بسلوكهم الأصلى الذى قد يكون ضد هيبة ومعنى اللحية.

ربما يرى البعض أننى أتحدث فى أمور شخصية، وعلق قارئ على مقالى الذى تناولت فيه هذه القضية بقوله: «إنت مالك، إنت مش لاقى حاجة تكتبها»، لكن حدث ما يدفعنى للعودة إليها، ففى لقاء متسع لعائلتى على الإفطار فى بيت كبيرها صباح يوم عيد الأضحى كان هناك ملتحٍ جديد أمامه بضعة شهور للخروج إلى المعاش، وهو شخص طيب الخلق والمسلك والتصرف، وسأله أحد الحاضرين وهو خطيب مسجد غير ملتحٍ: «مؤقت ولا على طول»، فأجاب: «على طول، خلاص الحمد لله» فدعا له الشيخ مضيفًا: «يا ريت الكل يبقى كده، دى سنة تصل إلى حد الفرض».

كان الحديث يدور، ومن إشاراته أن شبابًا فى بلدتنا أطلقوا لحاهم دون مقدمات، والموضوع لم يعد مقتصرًا على من هم على المعاش أو القريبين منه، وبالرغم من أننا أمام حرية شخصية بالفعل، وسلوك يدل فى ظاهره على التدين، إلا أن المثير أنها تزيد بعد ثورة 25 يناير، مما يحيلنى إلى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى، حيث انتشر إطلاق اللحية مع تمدد قوى الإسلام السياسى من إخوان وجماعة إسلامية وجهاد وتكفير وهجرة وغيرهم، وجميعهم كانوا يتهمون السادات بالارتماء فى أحضان أمريكا وإسرائيل، وكان شكل وتنسيق اللحية يختلف من جماعة إلى أخرى، ومن شكل هذا التنسيق كان من السهل معرفة إلى أى فصيل ينتمى صاحبها، أما عامة الناس الذين أطلقوها ولا ينتمون لتنظيمات إسلامية، فكانت مجرد علامة لتدينهم.

وخضع ذلك لتفسير من البعض، مفاده أن الإحباط دفع إلى البحث عن الخلاص الفردى استعدادًا للقاء رب كريم، ومع اغتيال السادات ثم سنوات العمليات الإرهابية أثناء النظام السابق دخلنا مرحلة حلاقة العامة للحاهم اتقاء لشرور الأمن، وها هى تعود بعد الثورة وكسر شوكة الأمن، فهل يجوز إخضاعها لتفسيرات الماضى، أم أن هناك تفسيرًا آخر؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة