مدحت قلادة

هل هانت علينا مصر؟

الجمعة، 11 نوفمبر 2011 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وطنى لو شغلتُ بالخلدِ عنه
نازعتنى إليه فى الخلد نفسى
مصر ليست وطناً نعيش فيه، إنما هى وطن يحيا فينا... هذه الكلمات الوطنية تعبر عن شعور كل مصرى مخلص، كلمات خُتم بها قلب كل مصرى أصيل... تقابلها كلمات ستظل محفورة فى ذاكرة كل مصرى تعبر عن انعدام الوطنية والانتهازية ذكرها مرشدٌ عامٌ سابقٌ لجماعة الإخوان «طز فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر» وتفضيله لماليزى أو تركى لحكم مصر خير من قبطى، كلمة قبطى هى الوصف التاريخى لكلمة مصرى أصيل.

لقد قامت ثورة يناير بهدف استرداد مصر من يد طغاة غلاة عتاة استبدادين حكموها بالحديد والنار، بل إمعاناً فى ثقتهم بما يفعلون حاولوا توريثها ومَن عليها لأبنائهم.

ولكن الثورة قامت لاسترداد مصر، معلنة للعالم أجمع أنَّ مِصرَ بخير، بشبابها الرائع الواعى، الطيب الجميل الذى قدم ما يقرب من ألف شهيد من كل الطوائف، مسلمين ومسيحيين، بهائيين ولا دينيين، الكل زرع شجرة الحرية، على أمل الحصاد، حصاد يقطف ثماره كل المصريين، إلا أنه هيهات ثم هيهات، ها هى خفافيش الظلام تعمل فى الخفاء والملأ بأموال دول الجوار، لتقتنص مصر باسم الديمقراطية!!

لقد وعد المجلس العسكرى بحماية مكتسبات الثورة... «وصدق الشعب وعده، وصاح الجميع الجيش والشعب يد واحدة»، فإذا على أرض الواقع تحصد الأقلية المتطرفة والزاعقة ثمار ثورة شباب مصر ثورة كل المصريين، مصرحاً واحد من دعاتها على الملأ: «إن شهداء الثورة ليسوا بشهداء، بل هم قتلى ملحدون ماتوا ليحصد الإسلاميون ثمار الثورة».. وعلى هذا تاهت معالم الثورة، ليصير اللص والقاتل والسارق من النجوم اللامعة، بل ليضحوا أصحاب المنح والمنع.

واليوم هم يهددون المجلس العسكرى بعد أن تهاون فى صدهم، يهددونه بمليونيات، مصرحاً أحدهم على الملأ أيضاً: «أمام المجلس العسكرى ثمانية وأربعون ساعة فقط»، وكل هذا بتهديد يطغى عليه الغرور والصلف.

ومع الأسف لا يجد المجلس العسكرى سوى الرضوخ وإجراء الانتخابات فى شهر نوفمبر، بدلاً من تسليم مصر لمجلس رئاسى يضم رموزها الوطنية، يقرر إجراء الانتخابات فى موعدها لتسليمها على طبق من ذهب إلى خفافيش الظلام، وكل هذا ليطمئنوا على بقاء عائلتهم فى كرسى العرش ضاربين مصر مثالاً حياً على الانحدار، بهدف تحطيمها بعد انزلاقها فى مستنقع الدول الدينية، ولتتحول مصر على أيديهم إلى «مصرستان» مقلدة النموذج الصومالى أو السودانى أو الإيرانى على أحسن الأحوال.

فهل هانت مصر على الجميع؟ هل هانت مصر علينا لنسلمها إلى فئات تعمل بأيدلوجيات وعقول عفى عليها الزمن، عقول لا تؤمن بالمساواة ولا بالحق ولا بالعدل.

لقد بُح صوت الليبراليين، وبُح صوت الوطنيين، وبُح صوت كل مصرى محب لبلده، لأنه ومن بعد السطو على الثورة وسلب التيارات الإسلامية للحصاد، ستذهب مصر لهم، ومن يصرح بعكس ذلك فهو واهم أو مضلَل، فالتيارات الإسلامية استأسدت على الجميع بما فيها المجلس العسكرى، وهى ليست فى السلطة بعد، إذن من يمكنه الوقوف أمامها عند اعتلائها كرسى السلطة فى هذا البلد، خاصة السلطة التشريعية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة