لا تحزن يا شعب مصر فالأمر ما زال بيدك.. بعد قرار "الإدارية العليا" بإلغاء حكم إبعاد الفلول من الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة أتحدث.. أتحدث وقلبى ينزف دما.. أشعر بخيبة أمل لا حدود لها.. أشعر بأن الثورة ماتت أو ربما لم تكن ثورة من الأساس وعلينا أن نبدأ من جديد وأنا فى ذلك محبط.. فقد نجح النظام الحاكم "مجلس عسكرى وحكومة" فى وضع الشعب بين خيارين إما الأمن وإما الفلول.. إما الجوع وإما رجال المخلوع أو المخلوع نفسه، فاختار الشعب الأمن واختار الطعام وأنا لا ألومه فالشعب حين يقرر علينا الخضوع لإرادته وهذا معناه ببساطه أنه لن تكون ثورة أخرى قادرة على الفتك بالثورة المضادة التى سارت خطوات مدروسة وبتروى وتخطيط غاية فى الإحكام.
ما الذى تغير بعد الثورة؟ سؤال بات يتردد فى الأوساط السياسية وبين شباب الثورة الحقيقيين، وتردد على ذهنى اليوم وأنا الذى كنت واهما أن الأمور تسير فى طريق إعلاء كلمة شعب مصر الذى عانى الفقر والجوع والتهميش واللامبالاة وبشكل معلن حتى من قبل رأس النظام "مبارك المخلوع نزيل مستشفى خمس نجوم".
أقولها دون تردد "شيعوا جثمان ثورتكم" أو أصدروا أنتم حكمكم.. وحكمكم يا شعب مصر العظيم هو الوقوف ضد الفلول فى صناديق الانتخابات لا تنخدعوا بتوسلاتهم ولا بوعودهم ولا بهداياهم، واذكروا يوما كانوا يعاملونكم فيه بإهمال وتعالى دون اكتراث حتى بالاستماع إلى مشكلاتهم البسيطة.. ولما لا؟ وقد كانوا على يقين بالاستمرار تحت قبة البرلمان بالتزوير ورغما عنكم.. أرجوكم لا تنسوا الاستهانة بعقولكم وإرادتكم فى انتخابات 2010 حين زور رجال أمن الدولة والشرطة بشكل عام إرادتكم أمام أعينكم داخل اللجان وفى مراكز فرز الأصوات حتى جاءت نتيجة الانتخابات غير مقنعة لعقل طفل فى الخامسة من عمره.
س: لماذا يشعر الشعب بموت الثورة؟
ج: يشعر الشعب بذلك لأن غالبية من خرجوا للشارع مضحين بأرواحهم كانوا من أبرز دوافعهم ظلم وتعالى الحزب الوطنى لهم ودوره فى تخريب البلد.. وعليه عندما يجدون مساندة لفلوله بعد الثورة يشعرون بأن شىء من الواقع المرير لم يتغير.. فهل يحاولون تغيير هذا الواقع من خلال صناديق الانتخابات ليصبح الشعب بحق فوق كل السلطات؟ أتمنى ذلك.