مدحت قلادة

جماعات الحقيقة المطلقة

الجمعة، 18 نوفمبر 2011 11:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم اختلاف أيديولوجياتها وأهدافها تنفرد كل الجماعات الدينية بفكر واحد «امتلاك كل مجموعة منها للحقيقة المطلقة»، ومن تلك القناعة تنطلق أقوالهم وأفعالهم، فاختزلوا الله داخل جماعاتهم فقط، ومن خرج عنها هو كافر زنديق ويستحل دمه باسم الدين.. تلك الجماعات اختزلت الله داخلها واغتصبت حقه جل جلاله، فشرعت تشريعات جديدة ضد الأديان وسماحتها.
وتتفق كل التيارات الإسلامية فى تغيير لونها من وقت لآخر وقتل الآخر بهدف تحقيق مصلحة خاصة، لذلك فهى الجماعات براجماتية وقواعد الدين متغيرة والثابت هو السطو على ممتلكات الآخرين، وتتغير كل الوصايا الإلهية للنقيض لتحقيق مصلحة عليا لهم، فعلى سبيل المثال: الديمقراطية كانت فكرة مرفوضة من كل التيارات السياسية الإسلامية، إلا أنها سبيل للسطو على الحكم، فلهذا شاركت معظم التيارات الدينية فى عمل أحزاب وترشيح عدد من النواب للمجالس المحلية للوصول للحكم.
فحماس أتت بصناديق الانتخابات، وحولت الديمقراطية لديكتاتورية، ديكتاتورية ضد الأقلية غير المنضمة لمذهبهم وفكرهم، وضد المخالفين فى الدين بالطبع، وتحولت حماس من ديكتاتورية دينية إلى فاشية دينية تستبيح أرواح كل المختلفين معهم وأموالهم فى عنصرية فجة، وقامت بسفك دماء المعارضين من منظمة فتح على سبيل المثال.. قتل سميح المدهون بعد إهدار دمه من قبل «رابطة علماء فلسطين»، وجمال شلايل بزجه من الدور الثامن عشر، وغربلة أحد عناصر فتح بـ45 طلقة رصاص، وقتل الكثيرين علاوة على حرق دار عبادة المسيحيين وإحراق مكتبة دينية لهم.
أخيرا.. تتفق معظم الجماعات الدينية على تقنين أعمال القتل والنهب للمخالف وتصفى بعضها بعضاً بعد تصفية المخالف لعقيدتهم ومذهبهم، فتتناحر لتسيل أنهار دماء ويعم الخراب فى البلاد بعد ترويع العباد بالطبع.. تلك الجماعات لم تحفظ جميل من آزرها وساندها، فالتاريخ شاهد، والسادات الذى كان يرعاهم وأنقذهم من حرمان وأعطاهم شرعية، وأخرجهم من سجون إلى حرية، ثم نال جزاءه برد الجميل له على طريقة سنمار، والسعودية التى احتضنتهم ردوا الجميل لها بتصريح الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية: «اعتقدناهم سبب عزاء، ولكنهم كانوا سبب وباء».
لك أن تعرف أن عبارة «شهداؤنا فى الجنة وقتلاهم فى النار» لم تخرج على لسان جماعة إسلامية قتلت مسيحيين وإنما صرح بها أعضاء حماس بعد قتلهم لأعضاء فتح والتنكيل بهم.. ترى هل نتعظ؟.. هل نعى؟.. هل نعلم أن مستقبل الخراب والدمار إن ملكت هذه الجماعات؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة