وسط حالة من الغضب والترقب والرعب على مستقبل هذا البلد وصلتنى رسالة من الصديق الإخوانى إيهاب توفيق، وهو ليس «إيهاب توفيق المطرب»، فالرسالة مطولة رداً على مقالى السابق، لكننى وجدت فيها ما يفسر بعض ما نعيشه الآن، يقول فيها: لقد قرأت مقالك السابق ولفت نظرى أنك بدأت مقالك بصديقك الإخوانى ثم ركزت مقالك كله بعد ذلك مباشرة على السلفيين الذين سيخربون بيت مصر، ولكن بصياغة توحى للقارئ العادى بأنك تقصد الإخوان والسلفيين، مع أنك تعلم علم اليقين بأن الإخوان يختلفون تماما عن السلفيين، كما أنهم لا يمولون من خارج جماعتهم، لأنهم يعتبرون أن قبول أى تمويل من أى جهة كانت بمثابة تقييد لحرية اتخاذ قرارهم فى أى قضية تهمهم، ولا شك أنك تعلم تماما أن الإخوان يمولون أنفسهم من أنفسهم، والدليل على ذلك كما تعلم أنهم لم يتأثروا ماديا خلال السنوات الأربعين الماضية برغم الضربات التى تلقوها من النظم الحاكمة السابقة فى مصر من مصادرة لأموالهم والزج بهم فى السجون والمعتقلات ومصادرة أموال زوجاتهم وأبنائهم، إلى غير ذلك من سياسة تجفيف الموارد المالية التى كان يتبعها النظام السابق تحديدا.. إن خلافنا فى الرأى أو فى وسائل تحقيق الأهداف السامية التى نتطلع إليها بيننا وبين الآخرين من الشرفاء فى مصر لا يجعلنا نظلمهم أو نشهر بهم وننادى بأنهم سيسرقون مصر، وإذا كان الإخوان سارقين وخبثاء، فلماذا تحالف معهم حزب الوفد فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى، هل كان فؤاد باشا سراج الدين وهو السياسى البارع والدبلوماسى المحنك ساذجا عندما اتخذ ذلك القرار، إنك ذكرت فى مقالك الغريب أن هناك تعليمات صادرة بصلاة الفجر ثم حجز الأماكن أمام الصناديق، أهذا فى نظرك عمل سيئ، أليس من الكياسة أن يستيقظ الإنسان مبكرا من نومه ثم يقوم فيصلى ثم يسعى فى الأرض ليأكل من رزق الله، كان يجب عليك يا سيدى أن تمدحهم بدلا من أن توبخهم على ذلك، ولصديقى إيهاب أوضح:
أولاً: إننى منذ تعرضت للكتابة عن قوى الإسلام السياسى بعد الثورة أفرق تماماً بين الإخوان والسلفيين، وقلت فى أكثر من برنامج إن الإخوان لهم أبجديات سياسية وما يشبه «الماجنا كارتا» فى علم السياسة، وأنا شخصياً رغم اختلافى فكرياً معهم لكننى دافعت دوماً ومنذ ما قبل الثورة عن حقهم فى التعبير.
ثانياً: خلافى مع السلفيين فى أنهم يعملون بطريقة إقصائية ويخاصمون الواقع والعصر، ولهجتهم فيها نبرة استعلاء فوق نبرة الإخوان أنفسهم، والتياران يتعاملان الآن مع مصر باعتبارها غنيمة.
ثالثاً: بالله عليك وقد قررت عبارة أنت تعلم، وأنا أسأل ضميرك، هل الإخوان لا يحصلون على أى تمويل من الخارج؟
أخيراً فإننى أدعوك يا صديقى وأدعو كل مصرى مخلص وطنى أن يفوت الفرصة على أى صاحب أجندة خاصة أو أى مغرض أن يحول مصر إلى فوضى تحول أو تمنع نقل السلطة إلى إدارة مدنية، ولن يحدث هذا إلا بانتخابات حرة فى جو آمن، ويكون فيه صندوق الانتخابات هو الحكم، والذى لابد أن نرتضى حكمه جميعاً، واللهم احم قومى من بعض قومى الذين يسيل لعابهم على السلطة، وكل الخوف أن يحدث هذا على جثة الوطن.. وللحديث بقية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف ابو عميرة
الاخوان اصحاب رسالة ومشروع حضارى اسلامى
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس محمد عبدالمجيد
الله عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
شانا ام بينا فقد كرمنا الله بالاخوان وانا والله مش اخوانى ولسه كنت بشتم فيهم علشان موقفهم
عدد الردود 0
بواسطة:
عربى ثائر
وتطلع ايه الماجنا كارتا
عدد الردود 0
بواسطة:
د_محمد فتحى
استاذنا كاتب المقال فاكر انع عارف حاجه عن الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى رضوان
الاخوان امل الامة وقلبها النابض بالعطاء