بدأت بالأمس فى الرد على ما قاله نائب الإخوان السابق صبحى صالح بأن مجلس الشعب لم يشهد على مدار تاريخه البرلمانى منذ نشأة الحياة البرلمانية فى مصر 1866 وحتى 2010 أداء برلمانيا يساوى ما قدمه 88 نائبا من الإخوان فى الدورة الأخيرة، وأستكمل..
حفرت دورة 1976 بسنواتها الثلاث قيمتها السياسية والشعبية من وجود نواب أفذاذ مثل الدكتور محمود القاضى، وكانت قمة مواجهتهم للرئيس الراحل أنور السادات فى رفض اتفاقية كامب ديفيد، وكان العطاء السكندرى وفيرا بين هؤلاء، فبالإضافة إلى الدكتور محمود القاضى كان المرحوم المستشار عادل عيد المحسوب على «الإخوان»، وكمال أحمد من الناصريين، وأبوالعز الحريرى للتجمع اليسارى، والذى يخوض الآن انتخابات البرلمان، والشيخ عاشور.
ومن خارج الإسكندرية كان خالد محيى الدين «التجمع» وممتاز نصار «مستقل»، والذى انضم فيما بعد إلى «الوفد» بعد تأسيسه، ونفس الأمر مع علوى حافظ، والشيخ صلاح أبوإسماعيل «إخوان»، والدكتور محمد حلمى مراد، وكمال الدين حسين أحد قيادات ثورة يوليو 1952 ونائب عبدالناصر فى الستينيات من القرن الماضى، والذى وجه خطابا للسادات بدأه بـ«السلام على من اتبع الهدى»، وبعد أن قرأ السادات الخطاب فى الجلسة التى لم يحضرها كمال الدين حسين قال: «هذا العضو لا يستحق أن يكون بينكم»، فتم إسقاط عضويته ليخوض الانتخابات من جديد فى دائرته بنها، وخرج بالتزوير ونزلت العربات المصفحة فى بنها لمواجهة الحشود الغاضبة، فخطب فيهم: «يا أهالى بنها لقد رأيتم كيف زورت أصواتكم فوق رؤوس الأشهاد».
وطبقا للأسماء السابقة وغيرها تميزت هذه الدورة بالتنوع السياسى حتى قرر السادات حل المجلس عام 1979، بعد التصويت على اتفاقية كامب ديفيد بموافقة 329 نائبا رددوا نشيد: «بلادى بلادى» وراء النائبة فايدة كامل، فرد الرافضون الـ15 بنشيد: «والله زمان يا سلاحى» وانسحبوا من الجلسة.
وفى الانتخابات الجديدة جاءت آلة التزوير ببرلمان تفصيل أراده السادات، لكن بقت دورة 1976 بنوابها المعارضين فى ذاكرة التاريخ، إلى درجة أن الشعب المصرى كان يقيس عليها الدورات التالية، وحين نجح أبوالعز الحريرى وكمال أحمد وعادل عيد فى انتخابات 2000، كان السؤال المطروح عليهم: «كيف تعيدون أداء دورة 1976؟»، وهذه قصة أداء برلمانى يرد على صبحى صالح.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة