قبل ساعات من ميعاد انتخابات مجلس الشعب يصدر مجلسنا العسكرى القاتل مرسوما بقانون إفساد الحياة السياسية، وبصرف النظر عن أن مجلسنا المهاب تعمد أن تكون مواد هذا القانون مبهمة و«مخرّمة» لينفذ من خلالها أتباعه وتابعوه الذين نقلوا صك عبوديتهم من مبارك إليه، ٍفإن ميعاد إصدار هذا القانون، الذى بح صوتنا فى المطالبة به، ذكرنى بما فعله مبارك فى آخر أيامه، حينما أعلن أنه سيعدل الدستور ولن يترشح للرئاسة ولن يرشح ابنه كذلك، ما يدل على أن الإستربتيز السياسى قد بدأ، وأن العد التنازلى لرحيل المجلس العسكرى اقترب.
يقول البعض إن المجلس يريد أن يجرى الانتخابات بأى شكل، حتى ولو لم يذهب أحد إلى الصناديق لكى يتخلص من الحكم، ويقول آخرون إنه لا يريد أن يجريها على الإطلاق لكى يطيل فترة حكمه الغشوم، ولأنى لا أفهم تحليلات السادة الكبار التى ثبت خطؤها قبل تسعة أشهر، لم أقتنع بهاتين المقولتين، فقد تعودت أن أتبع ما أقرأه فى ضمير مصر وقلبها النابض فى الميدان، وتعودت أن أنظر إلى ميادين النضال فى المنصورة ودمياط والإسكندرية، والغربية وأسيوط والسويس، ومنذ يوم 19 نوفمبر و«السويس قالت كلمتها.. الانتخابات تحت جزمتها».
نعم، الانتخابات تحت جزمتها، وجزمتنا جميعاً، ذلك لأنها تعطى شرعية زائفة لمكوث المجلس العسكرى فى الحكم سيراً على خارطة طريقه المبهمة الغاشمة، ومن العبث أن نعترف بشرعية المجلس العسكرى بعد أن انتهك هذه الشرعية طيلة الأشهر الماضية، وحتى لو افترضنا أن المجلس تعمد إشعال المظاهرات لكى لا يجرى الانتخابات ليطيل بقاءه فى الحكم، فقد أتت فعلته بما لا يشتهى، فقد أصبح الهتاف الرسمى فى الميدان الآن «قول ماتخافشى، العسكر لازم يمشى» ولا بديل عن تسليم السلطة لمجلس رئاسى مدنى.
الأصوات الحنجورية فى التليفزيونات ترمى أشراف مصر بالخيانة لأنهم يعطلون الانتخابات، وهم بهذه التهمة أولى، فالخائن هو الذى باع وطنه ودم إخوته ليقف على أعتاب سيده ومولاه الإمام العسكرى منتظراً حسنة أو لجنة أو مقعد فى البرلمان، وفرق كبير بين عين الشرفاء التى تفقأ فى الميدان، وعين الجبناء التى تنام بعد ترديد ورد التسبيح بحمد المجلس العسكرى الموزع من الجماعة والحامل أختام أمريكا والسعودية وقطر والكويت، فقط انظر إلى الانتخابات البرلمانية التى يتكالبون عليها ويصدعوننا بها ليل نهار لتصدق أنها ليست انتخابات برلمانية وإنما انتخابات حرامية، فيها من سرق الوطن وفيها من باعه، وفيها من أفسده وفيها من سيخربه، يقول اللواء الفنجرى إن مصر على وش جواز، وإن الانتخابات هى عرسها، ولو افترضنا فعلا أن مصر على وش جواز، فمن العيب أن نراها تزف إلى لص، وقاطع طريق، وما علينا إلا المباركة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله المنسي
خراب ملطا
عدد الردود 0
بواسطة:
yasser mahmoud
ربنا يهدي
عدد الردود 0
بواسطة:
yehia
alex.