عبده زكى

أيها الثوار.. موتوا كى أعيش

الخميس، 24 نوفمبر 2011 12:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قل لى إحساسك حين اخترقت رصاصات أمن بلادك صدرك.. قل لى إحساسك وروحك تنسحب من جسدك مختنقا بغازات الدخان وغيرها.. قل لى إحساسك حين اخترق خنجر البلطجى جسدك ووصل إلى قلبك.. قل لى شعورك أيها الثائر الشريف المناضل عندما رأيت دمك ينزف فيغطى جسدك.. قل لى إحساسك وأنت تحت وطأة هراوات الأمن المركزى وأثناء سقوطك على الأرض.. قل لى إحساسك وبيادات الشرطة تطعنك فى بطنك وظهرك وتقف فوق رأسك.. قل لى وقل لى وقل لى.
وإياك أن تتساءل عن التهمة التى تعاقب بسببها.. إياك أن تقول إنك لست بلطجيا أو قاطع طريق.. لا تقول لهم إن البلطجية لا يواجهون مثلما أفعل ولا يتصدون للرصاص بحجر.. قل لهم إننى وهبت حياتى للوطن.. للناس كى يعيشوا آمنين فى بيوتهم.. كى يملكون قوت يومهم.. كى لا تداس أقدامهم بأحذية "البشوات".. كى لا تزور إرادتهم فى الانتخابات.. كى يكون لهم قيمة البشر فى العالم المتحضر.
أيها الثائر الشريف.. لا تكن أنانيا وتفكر فى نفسك.. لا تكترث بكبد أمك الذى يتقطع حين يصلها خبر موتك.. لا تكترث بمستقبل أولادك.. لا تفكر فيمن سيذاكر لطفلتك أو يعالج أمك أو يزور أختك بالأعياد والمناسبات.. لا تكن أنانيا وتقول: من سيرعى مصالحى ويحافظ على ممتلكاتى ؟.. لا تكن أنانيا واندفع .. تقدم ..واجه الرصاصات بصدرك ومت فالأمر بسيط.
أيها الثائر العظيم.. مت أنت كى نعيش فنحن مشغولون بأمور أخرى وإذا نجحت فى تحقيق أهدافك حتما سنستفيد.. ستزيد قيمة رواتبنا.. سينعم أولادنا فى الشوارع والمدارس بالأمان.. سيحترمنا الباشا فى قسم الشرطة.. سيكون لصوتنا قيمة فى الانتخابات.. سنعيش حياة هنيئة وساعتها قد نتذكرك ونترحم عليك.. ساعتها سنقول إنك مناضل لا بلطجى.. شريف لا قاطع طريق.
أنا لن أكون مثلك فى النضال والتضحية.. فأنا أناضل بطريقتى من خلف "الكيبورد" وعلى شاشات الفضائيات.. أنا أيها الثائر المغرر به امتلك حصيلة لغوية وأسلوب أدبى اتبارى بهما على شاشات التليفزيون وعندما تنتصر أظهر على السطح وأسرق إنجازاتك.. ألا تعلم أيها المناضل "الأهبل" أننى حقير وأجيد تجارة الشعارات ولذلك أمثالى لا يموتون ولا يصابون وإنما فقط يكسبون ويجمعون ويستولون على ثمن دمك إذا نجحت فى تحقيق أهدافك.. أما إذا فشلت فلن أعترف بك وسأفلسف الأمور.. سأقول إن الثوار الحقيقيين لا يواجهون الشرطة فى شارع محمد محمود وليس من مهامهم حماية الثوار فى التحرير.. المهم سأنهبك حقك وأسفه من قدرك.. كى أعيش عبدا.
أيها الثائر العظيم.. لا تلوم غالبية المصريين الذين لم يشاهدوك فى الميدان فهؤلاء مغرر بهم لم تصيبهم روح التحرير وربما نسوها مثلى أنا تماما.. أعترف لك وأقسم بكل غال أننى شعرت بالضآلة حين نزلت الميدان وفشلت فى البقاء فيه ساعة من هول وأثر القنابل.. بالمناسبة أسألك اخى المناضل الحق: كيف تقاوم إثر هذا الغاز المدمر؟ ألهذه الدرجة أنت مؤمن بقضيتك ؟ ألهذه الدرجة تترفع عن الاتهامات التى تطاردك ليل نهار بخبث تارة وبصراحة تارة أخرى.
أيها الثائر العظيم.. آسف لا أستطيع تقليدك فأنا كما تعرف جبان أو قل تاجر شعارات أو حتى حيوان.








مشاركة

التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام الجزيرة

الامر ملتبس معى ..

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد عبد الفتاح

الاعتراف فضيلة

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام

مقال بدرجة امتياز

عدد الردود 0

بواسطة:

الثائر

معلشي ياعبد

عدد الردود 0

بواسطة:

فخرى يوسف

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

Walid Khier

مقال رائع وفي الصميم

مقال رائع وفي الصميم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة