حنان حجاج

صباح الخير!

الجمعة، 25 نوفمبر 2011 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صباح الخير بلون دماء الشباب المسيلة لكل دموع الحزن، صباح الورد برائحة قنابل الغاز منتهية الصلاحية، الحارقة للقلوب، وحاملة الموت بالسرطان.
من ميدان التحرير لا شىء هنا سوى كعكتنا الحجرية الصامدة حتى لو رحل آخر ثائر مصرى عنها تحت وطأة قصف الخرطوش، وكذب الإعلام الخائب
لا شىء هنا سوى الثورة التى رفضت أن تُسرق، وأن تُنتهك عذريتها. لا شىء سوى كعكعة الأحرار تحتضنهم باكية وثائرة، كعكة الميدان التى لن يلتهما العسكر والانتهازيون. صباح الخير على الفقراء الذين يدفعون دماءهم ثمنا لحرية الوطن، ويسمونهم بلطجية. صباح الحرية على الشاب الجدع الذى قال لفتاة فى الميدان (إنتى شكلك بنت ناس ومتعلمة كويس، ابعدى عن الضرب، خلينا إحنا نموت، إحنا فقرا وعيشوا إنتوا علشان تعملوا مصر أحلى).
صباح جديد للثورة، حتى لو سقط كل يوم 30 شهيدا، حتى لو أقنعوا الثمانين مليونا المرعوبين فى بيوتهم بأن الفوضى قادمة، والإفلاس قادم، والبورصة تخسر المليارات. فالحكم الرشيد والانتعاش الاقتصادى والأمن والأمان لا تكون بسفك دماء الشباب، وسجن كل صوت يعلو بالرفض، فالثورة التى دفعت ألف شهيد لم تأت لتزيح فساد وتأتى بديكتاتورية العسكر.
صباح الخير على مينا دانيال، وعصام عطا، وعلاء عبدالفتاح. صباح الثورة على أجمل ذقون سلفية رأيتها فى ميدان التحرير، وأروع شباب ليبرالى، على المنقبات والسافرات، على الجينز والجلباب. صباح الخير على مصر بعد ليلة طويلة مشبعة بكل قنابل الغاز، وقنص الباشا الصغير نور العيون. وألف صباح الحرية على أمل دنقل وعلى قصيدته «الكعكة الحجرية» إلى ميدان التحرير يا شعب ..
أيها الواقفون على حافة المذبحة
أشهروا أسلحتكم
سقط الموت وانفرط القلب كالمسبحة
والدم انساب فوق الوشاح
المنازل أضرحة
والزنازن أضرحة
والمدى أضرحة
فارفعوا الأسلحة
واتبعونى
أنا ندم الغد والبارحة
رايتى: عظمتان وجمجمة
وشعارى: الصباح
عندما تهبطين على ساحة القوم لاتبدئى بالسلام..
فهم يقتسمون صغارك فوق صحاف الطعام
بعد أن أشعلوا النار فى العش.. والقش..
والسنبلة..
وغدا يذبحونك .. بحثا عن الكنز فى الحوصلة
وغداً تغتدى مدن الألف عام
مدناً.. للخيام
مدناً ترتقى درج المقصلة
دقت الساعة القاسية
وقفوا فى ميادينها الجهمة الخاوية
واستداروا على درجات النصب
شجراً من لهب
تعصف الريح بين وريقاته الغضة الدانية
فيئن: بلادى.. بلادى.. بلادى البعيدة
دقت الساعة القاسية
«انتظروا».. هتفت غانية تتلوى
بسيارة الرقم الجمركى
وتمتمت الثانية:
سوف ينصرفون إذا البرد حل.. وران التعب
دقت الساعة القاسية
كان مذياع مقهى يذيع أحاديثه البالية
عن دعاة الشغب
وهم يستديرون
يشتعلون – على الكعكة الحجرية – حول
النصب
شمعدان غضب
يتوهج فى الليل..
والصوت يكتسح العتمة الباقية
يتغنى لليلة ميلادك مصر الجديدة!
القاهرة 23 نوفمبر 2001








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة