من حق ميدان التحرير أن يكون طرفا فى اختيار رئيس الوزراء، وأن يرشح أسماء تصلح لهذا المنصب، لكن ذكرى اختيار الدكتور عصام شرف رئيسا للحكومة لم تفارق الأذهان بعد.
وسبق أن طرحت فى هذه المساحة سؤالا لم أحصل على إجابة له وهو: «من الذى اختار عصام شرف؟»، وقصدت بالسؤال الكشف عن الأشخاص الذين قلبوا فى سيرته وتحاوروا معه، ثم جاءوا به للميدان وسط تصفيق وهتاف، بدا منه إجماع شعبى على شخصه، لم يتوفر من قبل لمن شغل هذا المنصب، لكن النهاية جاءت محبطة من أدائه، ومن طريقة الاختيار التى تمت من ميدان التحرير، فكيف نستفيد من هذه التجربة فى اختيار رئيس الوزراء الجديد؟.
طرح الميدان خمسة أسماء مفضلة لاختيار واحد منها لرئاسة الوزراء وهى، محمد البرادعى، حمدين صباحى، عبدالمنعم أبوالفتوح، حسام عيسى، المستشار هشام البسطويسى، وتطور الأمر إلى تشكيل تم الإعلان عنه فى قلب ميدان التحرير فى الساعات الأولى من صباح أمس، يشمل الدكتور محمد البرادعى رئيسا للحكومة، والدكتور حسام عيسى نائبا أول، وأبوالعلا ماضى نائبا ثانيا، وذلك ردا على اختيار المجلس العسكرى للدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء فى عهد مبارك والمغضوب عليه من الرئيس المخلوع، واللافت فى هذا الصراع أننا أمام حكومة عمرها تقريبا ثلاثة شهور ربما تزيد قليلا، وبعدها ستأتى انتخابات مجلس الشعب بأغلبية ستشكل الحكومة الجديدة بقيادة شخصية جديدة.
والقراءة الأولية للواقع المطروح تشير إلى أن رئيس الحكومة الذى يدور بشأنه الصراع الدائر الآن، لن يكون بمقدوره عمل إنجاز حقيقى ملموس على الأرض، ليس عيبا فى شخصه، وإنما لأن فترة الشهور الثلاثة التى سيشغلها قصيرة، وأكثر ما يمكن عمله فيها هو، تدبير التأمين الكافى لإجراء الانتخابات، وهو ما يعطى تفسيرا لتراجع حماس العديد من الأسماء المطروحة من الميدان فى قبول المنصب، خاصة تلك التى تعتزم الترشح لرئاسة الجمهورية، وأمام ذلك وفى حال اعتذار البرادعى عن التشكيل الذى طرحه الميدان وضم عيسى وماضى، ألا يستدعى التفكير فى ترك الجنزورى الشهور الثلاثة؟، فرغم الملاحظات عليه إلا أن حزمه المعروف قد يعطى ثماره فى معالجة الانفلات الأمنى.