أملاك أبو إسماعيل

هو الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أحد المرشحين لموقع الرئيس، والذى صرح فى برنامج 90 دقيقة بأنه لو حدث وتولى الموقع الرفيع فسوف يلغى صالات القمار، وسيلقى القبض على أى سائحة ترتدى المايوه على الشاطئ. قائلاً إنه لا يقبل أن يبيع شرفه مقابل الطعام من السياحة، ولا يجوز أن تسير المرأة عارية طبقًا لعرف البلد، ولذلك سوف يصدر قانونًا لتحديد زى النساء المصريات.

دعك من أن ما يراه الشيح صحيحًا أم لا، فلن أناقش هذا الأمر، فهذا هو الظاهر، وهذا هو الفخ الذى يجرنا إليه من يرددون هذا الكلام مثل الإخوان والسلفيين، فالأهم هو المنطق الذى يختفى وراءه، وهو أنهم يتصورون أنهم ماداموا جاؤوا بالانتخابات فمن حقهم أن يفعلوا ما يشاؤون فى البلد، وهذا مكمن الخطورة، والاستبداد الجديد الذى يتخفى وراء طلاء ديمقراطى.
هذا يجعلنا نسأل ما الفرق بينهم وبين مبارك؟
فى الشكل أنهم جاؤوا للحكم بالأغلبية. وفى الجوهر لا فرق، فهم يعتبرون أن ملكية البلد انتقلت من النظام القديم إليهم، ومن ثم فمن حقهم أن يفعلوا بها ما يشاؤون، مستندين إلى ما يتصورون أنه صحيح الدين.

فهل هذا فعلاً حق لهم وللأغلبية، إن حدث ومنحتهم أصواتها؟
بالطبع لا، فجوهر الديمقراطية ليس فقط حكم الأغلبية، ولكن الحفاظ على حريات وحقوق الأقلية، حتى لو كانت فردًا واحدًا، حتى يكون لديها طريق ديمقراطى آمن لكى تصبح أغلبية.
أضف إلى ذلك أننا لو عشنا فى ظل استبداد الأغلبية، فسوف ينغلق المسار الديمقراطى أمام الأقلية أيّا كانت، سياسية أو دينية أو عرقية.. إلخ. ولن يكون أمامها سوى اللجوء إلى وسائل غير ديمقراطية وغير سلمية.

هذا أولاً، وثانيًا أن مهمة الحاكم والحكومة ليس تعليم الناس الأخلاق، ولا مهمتها أن تدخلهم عنوة إلى ما تتصور أنه الجنة، فدورها فقط هو إدارة الدولة بناء على برنامج «سياسى» وليس «دينى»، وعندما تفشل تسقط فى الانتخابات ويأتى غيرها.
لكن هل تظن أن من هم مثل أبو إسماعيل سوف يترك هو ومن معه الحكم لو سقطوا فى الانتخابات؟