عاصم الدسوقى

مصر لن تكون إلا للمصريين رغم أنف المتعصبين والمحرضين

الخميس، 03 نوفمبر 2011 04:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 25 أكتوبر الشهر الماضى ذكرت بعض الصحف أن مؤسسة «راند» الأمريكية أعدت دراسة عن أحوال أقباط مصر وخاصة منذ أحداث كنيسة القديسين فى الإسكندرية ليلة أعياد الميلاد 2011، وأوصت بإقامة دولة للأقباط فى سيوة أو سيناء أو المنيا - أسيوط. وفى اليوم التالى «26 أكتوبر» أسرعت المؤسسة بتكذيب الخبر ونفت أنها نشرت دراسة من هذا القبيل.
وهذا الإسراع بنفى الخبر يؤكد حدوثه، فمن متابعتى للسياسة الأمريكية عبر وثائق وزارة الخارجية تأكدت أن الخارجية من باب التفكير الاستراتيجى تسارع بتشكيل لجان فنية فى مختلف إداراتها المعنية من خبراء السياسة والعلماء لدراسة تداعيات حدث معين فى أى منطقة من العالم على المصالح الأمريكية وتتقدم بتوصياتها، حتى تكون الإدارة الأمريكية على أهبة الاستعداد فى الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان، وهذا ما يعرف بتوظيف العلم فى السياسة.
ولكننا كالعادة نسارع بانتقاد تلك المؤسسة وغيرها بدعوى التدخل فى شؤوننا، والواجب أن ننتقد أنفسنا لأننا سمحنا بكثير من التصرفات التى تنمى الفتنة الطائفية الأمر الذى دفع مؤسسة راند وغيرها من لجان وزارة الخارجية الأمريكية للقيام بمثل هذه الدراسات.
والحال كذلك.. هل أصبح أقباط مصر مثل يهود الشتات الذين كانوا يبحثون عن وطن فالتقطتهم إنجلترا، ووعدتهم بوطن فى فلسطين. وفى هذه المرة تقوم الولايات المتحدة مع أقباط مصر بدور إنجلترا مع اليهود..!!. إن هذا يعنى أننا نرتكب إثما فى حق الوطن الذى يضمنا منذ فجر التاريخ لا لشىء سوى أننا مازلنا أسرى مقولات من نوع «لا ولاية لغير المسلم على المسلم.. ولا شهادة لغير المسلم على المسلم»، ومازلنا أسرى قيود زالت ظروفها الموضوعية مثل الشروط العشرة التى وضعتها وزارة الداخلية المصرية فى عام 1930 لبناء الكنائس، مع أن محمد سعيد باشا والى مصر ألغى فى 1855 ضريبة الجزية المفروضة على الأقباط كأهل ذمة، وغير ذلك من مفاهيم عقيمة ترتبت عليها ردود أفعال من الأقباط للدفاع عن كيانهم بتصرفات غير مسؤولة فيرد عليها المتشددون المسلمون بتصرفات مماثلة.
ألا يعلم هؤلاء المتعصبون والمتشددون أن أى مسلم مصرى أصيل أحد أجداده القدامى كان مسيحيا أو، يهوديا أو وثنيا بحكم تاريخ نزول الأديان.. وألا يعلم أى مسيحى حقيقى أن أحد أجداده كان يهوديا أو من أتباع أحد آلهة مصر القديمة، وأن لا أحد من هذا الجيل المتصارع حاليا اختار عقيدته. لقد قال الشيخ على يوسف «إن المسلمين المصريين ليسوا فى الحقيقة إلا أقباطا اتخذوا الإسلام دينا لهم» «المؤيد فى 13 مارس 1894»، وبعد أكثر من ثلاث سنوات أضاف مصطفى كامل عليها عبارة: «فهل يغير اعتناق الدين الإسلامى الدم المصرى» «المؤيد 9 يونيو 1897».. فلماذا يفاخر بعضنا بعضا ونحفر قبورنا بأيدينا؟
وبعد.. حتى تبقى مصر وطن المصريين جميعا يتعين محاربة خطاب التعصب المحتمى بالدين والذى يبدو فى شعارات المرشحين لمجلس الشعب ونحول بينهم وبين الاستيلاء على مقاعد السلطة التشريعية، وبهذا تظل مصر عصية على التفكيك الذى تسعى له سياسات الغرب الأوروبى-الأمريكى بفعل السموم التى يبذرها أولئك المتعصبون والمتشددون.. وقى الله مصر شرهم.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Mark

الله ينور عليك مصر لكل المصريين

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري بجد

الفجر الباسم

عدد الردود 0

بواسطة:

karim sharaf

الا تعلم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

هذه الثقافات يجب تعليمها بالمدراس

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير جمال لمعي

إلى 2 و 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

نحن في حاجه الي وزاره الثقافه

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى للابد

أضاف مصطفى كامل عليها عبارة: «فهل يغير اعتناق الدين الإسلامى الدم المصرى»

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الاعتزاز بالاديان في حد ذاته عنصريه

عدد الردود 0

بواسطة:

ايوب المصري

الكلام لا يكفي يا سيد عاصم رجاء النشر ومناقشتي بعقلانية لو سمحتم

عدد الردود 0

بواسطة:

بسام

المصدر الرئيسي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة