«الشائعات»، سلاح قاتل وغير شريف يلجأ إليه المتنافسون فى الانتخابات البرلمانية، وهناك من المرشحين ذوى الخبرة الانتخابية من يقوم بتخصيص غرف عمليات لتسريب الشائعات بشكل منتظم ضد منافسيه، فتضع من تطوله فى خانة الدفاع عن نفسه، وبدلا من الاستمرار فى حملته الدعائية يتحول إلى مدافع ليوضح الحقائق، وفى تاريخنا البرلمانى نماذج كثيرة ممن طالتهم الشائعات، فأثرت عليهم بالسلب فى النتائج، وأشهرها فى ذلك الدكتور أحمد لطفى السيد المفكر والسياسى الشهير الذى كان يخوض انتخابات قبل ثورة يوليو 1952 بسنوات طويلة، فلم يجد منافسه إلا وسيلة الشائعات لضربه، وكانت الشائعة أن أحمد لطفى السيد «ديمقراطى»، ومصطلح الديمقراطية وقتئذ كان يشبه فى دلالته عند عامة الناخبين ما يقال الآن عن «العلمانية»، بتصويرها كأنها كفر وإلحاد.
أمثلة الشائعات تتعدد وتتنوع حسب ثقافة المجتمعات التى تتردد فيها، ولو عدنا إلى تاريخنا القريب، فسنجد شخصية كبيرة بحجم وقيمة خالد محيى الدين أحد القيادات البارزة لثورة يوليو عام 1952، ومؤسس وزعيم حزب التجمع، فمنذ سنوات السبعينيات وحتى مطلع التسعينيات من القرن الماضى، ومع شدة معارضته للرئيس الراحل أنور السادات، ثم معارضته لنظام مبارك، كانت شائعة التكفير هى التى تستخدم ضده، وبالرغم من جماهيريته الكاسحة فى دائرته بكفر شكر محافظة القليوبية، فإن الأمر لم يكن يخلو فى مؤتمراته الانتخابية من أسئلة حول تلك الشائعة، ولهذا فطنت حملته الانتخابية فى محاربة هذه الشائعة، ووضع لقب «الحاج» أمام اسمه فى الدعاية الانتخابية كدلالة على أن الرجل متدين، وأنه يؤدى فروض الإسلام الخمسة، وبقدر ما كانت هذه الوسيلة الدفاعية تؤتى بثمارها، لكنها كانت ترهق مؤيدى محيى الدين، فبدلا من الحديث عن برامجه الانتخابية النافعة للناس كان الحديث ينصرف إلى نفى مثل هذه الشائعة المغرضة.
هذه الخلفية السريعة تقودنا إلى سلاح الشائعات الذى يستخدمه المرشحون فى الانتخابات الجارية والتى تنوعت، ودخل فيها سلاح الدين وهو الأخطر، فهناك من يشيع أن الكنيسة تؤيد مرشحين مسلمين، ويستخدم المنافسون هذه المسألة فى محاولة إقناع الناخب بأن الكنيسة تفعل ذلك لأغراض دينية خبيثة، مما يؤدى إلى تأجيج النعرة الطائفية، وحدث ذلك مع مرشحين محترمين مثل الدكتور مهندس محمد عبدالغنى المرشح فى دائرة كوبرى القبة والزيتون فى القاهرة، فلم يجد منافسوه من وسائل لوقف شعبيته إلا بمثل هذا الأسلوب الرخيص، ونفس الأمر حدث مع المرشح المستقل المحترم فى دائرة فوة ومطوبس محمد عبدالعليم داود الذى يشهد تاريخه البرلمانى على كفاءته وجماهيريته الكبيرة، مما دفع منافسوه إلى استخدام الشائعات الرخيصة ضده، بدءا من التشكيك فى صحته، ومرورا بأن الكنيسة تسانده، وبالرغم من أن الأمرين هما شائعتان، إلا أن ضمير من يروجهما مات بهدف إبعاد مرشح محترم مثله عن البرلمان.
الشائعات طالت مرشحا محترما آخر هو الدكتور عمرو حمزاوى، وأخذت أسلوبا متدنيا، حيث قام منافسوه من حزب الحرية والعدالة بتسريب شائعة تم ترويجها فى دائرته «مصر الجديدة» بأن أحد رؤساء اللجان طرد مندوبه لأنه يقدم رشاوى، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه - حسب حمزاوى نفسه - قام أعضاء من الحرية والعدالة بترويج شائعة صباح أمس بأنه تم شطبه من الانتخابات، وهو ما دفع حمزاوى إلى القول بأنه سيستخدم الحق القانونى ضد أعضاء الحرية والعدالة، والمثير أن القاسم المشترك فى هذه الشائعات هو «الحرية والعدالة»، فلماذا يتبعون هذا الأسلوب غير الأخلاقى؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
مرشحك المحترم .. أصله من الفلول .. وجنسيته ألمانى .. وعاوز يجوز المسلمة مسيحيى
هل هذه صفات المرشح المحترم لديك ... ياخسارة ..
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالغني جاب الله
الى كاتب المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
تارك الديار
سعد زغلول قال مفيش فايدة
عدد الردود 0
بواسطة:
اه يا بلدي! رايحة فين!!
هل هذا هو الدين؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب مصرى
الانتخابات
عدد الردود 0
بواسطة:
جلال المصري أوي
برلمان اخواني ... مفيش مشكله
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
قل موتوا بغيظكم
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
لا تكذب
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد عياد بولس
حكمة الكنيسة
عدد الردود 0
بواسطة:
mecky
اعداء الاسلاميين