> «ياما فى الحبس مظاليم».. بعد المرحلة الأول من أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير، لا يوجد مثل شعبى لديه توصيف أفضل من ذلك للشعب المصرى، وللمواطن المصرى الذى ظل طوال السنوات الماضية متهما بالسلبية والتواطؤ بالصمت، والامتناع عن المشاركة، وبيع صوته لمن يدفع أكثر.. سنوات طويلة وأنت عزيزى القارئ والناخب والمواطن تعيش فى قفص هذا الاتهام، دون أن يفهم أهل السياسة الذين احترفوا توجيه تلك الاتهامات إلى صدرك أنك كنت أكثر تعففا وشرفا ورفضا للمشاركة فى لعبة سياسية ديكورية، ورفضت أن تكون مجرد عروسة لعبة فى لعبة السلطة، على عكس القوى السياسية التى ارتضت على نفسها أن تشارك فى خيانة هذا الوطن، بتمثيل دور المعارضة فى الصباح، وعقد الصفقات مع النظام ليلا.
مبروك ياعزيزى البراءة.. المرحلة الأولى من الانتخابات أثبتت براءتك من جملة الاتهامات التى جعلت منها الحركات والأحزاب ساترا تخفى خلفه فشلها فى التواصل والعمل السياسى.. مبروك ياعزيزى البراءة التى جاءتك من هناك، من ميدان التحرير الذى انتفض وثار بشبابه وحطموا آلة القمع والظلم والطغيان، وأسقطوا الديكتاتور الذى احترف تزوير الانتخابات، وحرم المواطنين الشرفاء من حقوقهم السياسية، وأصواتهم الانتخابية، مستبدلا إياها بأصوات الموتى والمهاجرين والجوعى والمحتاجين.. ميدان التحرير هو صاحب الضربة السياسية القاضية التى أسقطت مبارك ونظامه التزويرى الذى منعك من زيارة صناديق الاقتراع لأنها لم تكن شفافة.. ميدان التحرير هو الذى فتح لك باب الانتخابات النزيهة والمفرحة التى نعيشها الآن، فلا تنسَ أن تدعو لكل من سقط شهيدا على أرضه.
> كنت أكره أى محاولة لتشبيه حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين بالحزب الوطنى المنحل، وهو التشبيه الذى بدأ كوميديا بعد أحداث الثورة، وعملية تبادل الألقاب بين الوطنى الذى أصبح محظورا ومنحلا، وجماعة الإخوان التى أصبحت الأكثر انتشارا وامتلاكا للمقرات. كنت أرى أى محاولة لنشر هذا التشبيه وتعميمه ظالمة ومجحفة لجماعة تملك تاريخا محترما، وتعاليم أكثر شرفا من تجاوزات وفساد الحزب الوطنى، ولكن يبدو أن الجماعة نفسها لم تهتم بالبعد عن مواطن الشبهات، وسار مرشحوها فى نفس الطرق التى رصفها أحمد عز ورفاقه من قبله.
مثلهم مثل مرشحى الحزب الوطنى، قام مرشحو «الحرية والعدالة» بتوزيع أكياس السكر والطماطم والخيار، مستغلين حاجة الناس، وحشدوا أنصارهم أمام اللجان للتأثير على الناخب قبل لقاء صندوق الاقتراع، وقاموا بتوزيع أوراق الدعاية، فى مخالفات صريحة وواضحة لقانون ارتضوا أن يخوضوا الانتخابات على أساسه، وفى وجوده.
أغلب المناوشات فى المرحلة الأولى من الانتخابات كان بطلها مرشحا إخوانيا، وأكثر الشكاوى التى قدمها الناس على شاشات الفضائيات، وفى المنظمات الحقوقية، كان من أنصار حزب «الحرية والعدالة»، ومحاولتهم فرض مرشحيهم على الناس بالعافية، ونسبة كبيرة من التجاوزات التى رصدتها اللجنة العليا والمراقبون تخص حزب «الحرية والعدالة»، ومن بعده حزب «النور».. وللأسف كلها تجاوزات تتعلق بعدم الاحترام.. عدم احترام القانون، وعدم احترام حق الناخب، وحق المرشحين الآخرين.
لا أعرف بأى وجه يمكن أن يرفع قيادات حزب «الحرية والعدالة» وجوههم إلى السماء، وهم أكثر الأحزاب ارتكابا للمخالفات فى المرحلة الأولى من الانتخابات؟!، لا أعرف بأى وجه سيتحدثون عن القانون واحترامه، وهم أول من أهانوه أمام لجان الاقتراع؟!، لا أعرف بأى مبرر سيخرج علينا الدكتور محمد مرسى ليشرح لنا طبيعة استخدام أكياس السكر والزيت والخيار والطماطم فى التأثير على الناخب المصرى؟!، ولا أعرف كيف ستخرج الجماعة من ذلك المأزق الأخلاقى الذى سقطت فيه بخصوص مخالفة ما ارتكبه مرشحو الجماعة من انتهاكات وتجاوزات قانونية، وعدم احترام قواعد الانتخابات، ولما تقوله الشريعة ومايقوله الإسلام وتعاليمه؟!.. هل هذا هو النموذج الإسلامى الذى تسعى الجماعة لتقديمه مع أول مشاركة سياسية حقيقية بعد الثورة؟!
سيفوز الإخوان بمقاعد كثيرة، وربما يكتسحون الانتخابات، ولكن الجماعة لن تنجح فى أن تعبر ذلك المأزق الأخلاقى دون أن تقدم تفسيرا واقعيا، أو جوابا محترما عن سؤال يقول: هل يجوز للمسلم أن يخالف القانون ويسطو على حقوق الآخرين وألا يحترم العهود؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محب للحرية كاره لفوضى
حمد لله على السلامة
عدد الردود 0
بواسطة:
زيدان
بل آراء مقلوبة !!
عدد الردود 0
بواسطة:
محب لمصر
هل اخذ كل هؤلاء اكياس؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلام الورداني
اتقوا الله واعلموا ان هذا الهجوم يزيد الناس اصرارا على انتخاب التيار الاسلامي
عدد الردود 0
بواسطة:
مونا
فين عينك التانية
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
مقال رائع يعبر عن كل ما يجول فى صدورنا منذ عشرة اشهر
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
الشعب لن ينسى ابدا ان الفضل كله يرجع لثورة 25 يناير وشهداءها ومصابيها الابرار
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لنكن على قدر اللحظة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
انتهى عصر الاستبداد والظلم والثوره باقيه ومستمره فى مواجهة اى طاغيه جديد ولن ترحمه
بدون