يونان مرقص

آلام البشرية

الجمعة، 04 نوفمبر 2011 10:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحاصرنا من كل جانب ونحن نتواجه معه فى كل خطوة. الأخبار تقتحمنا بسهولة وانطباع الآلم يزحف علينا من كل جهة "من خلال القنوات الفضائية والإذاعة والصحف اليومية مثلاً فى تركيا عما نتج عنه الزلازل المدمرة، وللأسف أحداث كثير تفعل بفعل فاعل فى بلاد العالم العربى نتيجة ثورات الحرية والديمقراطية، وعندنا كذلك بشر عديدون يحترقون وأكثر منهم يتمزقون أشلاء فى حوادث متفرقة من حين إلى آخر وفى أى مكان وآخرها مذبحة ماسبيرو.

حقاً نحن الآن فى ضياع، إذ نفهم معنى كل هذا، وكيف نقبله؟ وكيف نصالح أنفسنا مع واقع الحياة هذا ومع قاموس الكون هذا !!

وكيف نتراضى على صور جموع الناس الذين يذبحون أو يسجنون أو يغتصبون أو تقطع آذانهم أو يختطفون أو يسرقون أو يدمرون فى أماكن لا تناسب إطلاقاً مع حرية وكرامة الإنسان؟ وكيف نخضع لما نقرأه ونسمعه عن العذابات القاسية الوحشية المتفنن فيها سواء الجسدية منها أو النفسية "الظلم والأهانات" !!

كل هذه الأمور المروعة والتى لا يمكن وصفها تحدث أثناء حياتنا قريباً منا أو بعيداً عنا، وكيف نتراضى ولا نعتراضى على عذابات المرضى فى المستشفيات بأمراض ميئوس من شفائها مستسلمين لقدر مشئوم لموت مخزن ومؤلم. كيف نفهم من كل هذا؟ وكيف لنا أن نتصور أن الله يريد هذا أو حتى أنه موافق على هذا؟ مقابل هذه الأسئلة، نتساءل هل نحن أكثر رحمه من الله؟ وكيف يمكن أن يسمح الله بمثل هذه الآلام أن تحدث؟ هذا هو السؤال المحير الذى يقف أمام ضميرها الروحى، فلنحاول أن نتحقق من مدى وأبعاد هذه المشكلة لنتبين محور المشكلة وتسعى للاجابة..!! نجد حلاً على مشكلة الآلم.

وهو الانفعال والتأثر ومد يد المعونة للمتأملين والتسليم الكامل لمشيئة الله. فالانفعال والتأثر العميق بالآم أخوتناً فى البشرية هو حلاً إلى مشكلة الآلام بل أكثر من هذ التأثر بالآم كل المخلوقات.

فما هو القلب الرحيم؟ إنه التهاب القلب من أجل كل الخليقة حتى أعداء الحق، وحينما يفكر فى هؤلاء أو يتأمل فى أحوالهم تنمهر الدموع من عينيه بسبب قوة الرحمة التى تحرك قلبه بالشفقة العظيمة وقلبه ينفطر ولا يستطيع أن يتحمل حتى رؤية أو السماع عن خليقة نتألم بأى حتى يخف الآلام. والانفعال يعقبه مد يد المعونة: إننا ننفعل بالآم أخوتناً ولايمكننا أن نصالح أنفسنا بها، ولكن لابد أن نمد لهم يد المعونة على قدر ما نستطيع أن مصيرنا فى الدهر الآتى سوف يعتمد على مشاركة المحبة التى نقدمها لهم فإذا لم نتمكن من مساعدتهم بعمل ظاهر واضح، وإن لم يكن فى مقدورنا أن نخفف من آلامهم بوسائلنا الخاصة، فإنه يمكننا ولاشك، بل ويجب علينا أن نتشفع أمام الله أبو الكل وفوق الكل فى الكل من أجلهم فنتوسل الى الله عنهم بكل قلوبنا، قارعين رحمته وأن ينجينا من آلام والحزن والشدة ولكن الله يقودنا لنحس وندرك حقائق أهم أن مشيئة الله التى تقف وراء الآلام، ولكن تخاطبنا مباشرة من خلال التجارب، ولكن ما هو مطلوب منا بالأكثر هو أن ننصت إلى مشيئة الله التى تكلمنا من خلال آلامنا وأن نتزين بالحكمة والعقل حسب قول رب المجد "لا يغلبك الشر بل أغلب الشر بالخير، لأن الشر لا يصنع بر الله" نكون مستعدين للخضوع لها، لأنه يسمع لصوت أصواتناً ويعزيناً بقوله فى سفر الجامعة "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فى البلاد فلا تخف من الأمر، لأن فوق العالى عالياً يلاحظ والأعلى فوقهم"، وأنا هو الرب معزيكم وأدفاع عنكم وأنتم صامتون، لأن فى العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا قد أنا غلبت العالم وأبواب الجحيم لأن تقوى عليكم، فسلام الله الذى يفوق كل عقل أن يحفظ قلوبكم وأفكاركم فى الأبدية، وفى ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء ومجداً وثمراً الأرض فخراً وزينة للناجين.









مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

فتوح

جزاك اللة خيرا

مقال جميل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عبد البديع

ياريت لو فى عقل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة