الرئيس القادم

هل دخلنا مرحلة الجد فى البحث عن رئيس مصرى ليس من بين المرشحين المطروحين الآن على الساحة؟

السؤال يأتى موصولاً بآراء ترددت منذ فترة عن أن الرئيس المصرى لم يظهر بعد، كما يتجدد الآن طبقًا لتقرير نشرته الزميلة نشوى الحوفى فى «المصرى اليوم» أول أمس، قال فيه مصدر رفيع المستوى إن الرئيس القادم ربما يكون من بين أساتذة الجامعة أو أحد الخبراء الاقتصاديين البارزين».

والمثير أن المصدر، الذى تم تعريفه بـ «شديد القرب من المجلس العسكرى»، أفصح عن الصفات التى يرغب فيها المجلس فى الرئيس القادم، وهى: الدراية العلمية، وخبرة الإدارة، وحنكة اتخاذ القرار، والقدرة على إدارة الاقتصاد المصرى فى ظل أزمته الحالية.

ويعنى هذا الطرح أن المجلس العسكرى طرف رئيسى فى اختيار الرئيس القادم، وربما يكون قد وقع على المرشح «السرى» الذى سيتم الدفع به مستقبلاً، والدليل لا يأتى من ذكر صفاته فحسب، وإنما من تحديده كـ «أستاذ جامعى» أو «خبير اقتصادى بارز»، ودعك مما قاله التقرير من أن: «المجلس لن يقف أمام إرادة الشعب المصرى فى اختيار الرئيس»، فهذا رأى يبدو أنه لزوم «التطييب»، أو خانة ارتكان فى حال فشل هذا المخطط.

الإثارة فى التقرير تمتد إلى تحديد «المصدر» بأن المنافسة بين المرشحين الحاليين فى حال لم يظهر «الأستاذ الجامعى»، أو «الخبير الاقتصادى»، ستكون بين أربعة مرشحين وهم، عمرو موسى، وعبدالمنعم أبو الفتوح، والمستشار هشام البسطويسى، والفريق أحمد شفيق، ومع تجاهل توضيح الأسباب التى تقطع بأن المنافسة ستكون بين الأربعة، يقفز على السطح طبيعة الأسباب الأخرى وتتعلق بأسرار استبعاد الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، والدكتور سليم العوا، وصلاح أبو إسماعيل.

ولو أخذنا باستطلاع الرأى الذى أجراه المجلس العسكرى على صفحة الـ «فيس بوك» قبل شهور عن الأكثر شعبية من المرشحين، فسيكون البرادعى هو الأول مثلاً، فى حين أن موسى وأبو الفتوح والبسطويسى احتلوا مرتبة متأخرة، وتالية لـ «العوا» وأبو إسماعيل، وهو ما يستدعى سؤالاً حول ما إذا كان «المصدر» القريب من المجلس العسكرى يتحدث وفقًا لاستطلاعات «سرية» أخرى، أو ينقل توجهًا سيسير عليه المجلس.