ثلاثة مفكرين مصريين عظام تطاردنى وتطارد أفكارهم مصر، ولا حياة لمن تنادى!
الراحل الكريم محمد سيد أحمد فى كتابه النبوءة «بعد أن تسكت المدافع»، 1974 والذى تنبأ فيه «بالحكومة العالمية» وانتهاء العمر الافتراضى لمفهوم السيادة للدولة القومية، والسلام المصرى الإسرائيلى، والتطبيع، والهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.
الراحل الكبير لطفى الخولى وكتاباته للأهرام 1975 حول «الثروة والثورة»، وكيفية تدخل المال النفطى فى التحولات الاجتماعية والسياسية فى الدول العربية، ودور البترو-دولار فى مناهضة الثورات العربية.
المفكر نبيل عبدالفتاح «أطال الله عمره» ودراسته حول «سياسات الأديان» التى كتبها فيما بين 1996: 1998 وجمعها فى كتاب يحمل نفس العنوان، والتى تنبأ فيها بانتهاء العمر الافتراضى لأساسات الاندماج القومى للدولة المصرية، وأشار إلى الدور المتصاعد لسياسات الأديان وسطوة المؤسسات والجماعات الدينية، وكيف أنها سوف تسيطر على الدولة والمجتمع، هذه النبوءات التى لا يعى بها وربما لا يسمع عنها النخب المدنية أو الدينية أو العسكرية التى يتم تسويقها من قبل زعماء «التوك شو» فى خرافة إعلامية على أنهم عقل مصر من خلال أكبر عملية غسل أشخاص تقوم بها مافيا الإعلام بعد ثورة 25 يناير، وكأن المفكرين الثلاثة يرسمون لنا مبكرا صورة لما يحدث الآن فى مصر.
محمد سيد أحمد قدم لنا دور الحكومة العالمية فى التدخلات الدولية التى تحدث جراحات «جيوبلوتيكية» فى الدول مثلما حدث فى العراق وليبيا مؤخرا، وكيف أن الدور الأمريكى الإسرائيلى بات شريكا أساسيا حتى فى اختيارات الشعوب، كما أن تراجع مفهوم السيادة القومية بات واضحا فى المشهد السياسى العربى عامة والمصرى خاصة.
أما لطفى الخولى فمازالت أفكاره حول دور الثروة العربية فى وأد أو سرقة الثورات العربية يبدو جليا فى التدخل السعودى المباشر فى البحرين، والتدخل الوهابى الأهلى فى معظم البلدان العربية، خاصة مصر، «راجع دور الوهابيين المصريين فى الخروج مما وراء السياسة وفرض سطوتهم على الثورة المصرية». ويتحقق ما تنبأ به نبيل عبدالفتاح «من انتهاء العمر الافتراضى لأساسات الاندماج القومى»، حيث شهد عام 2011 من يناير حتى أكتوبر «34» حدثا طائفيا، أدت إلى قتل «67» قبطيا «25 تفجيرات القديسين، 27 ماسبيرو، 11 منشية ناصر، 2 نزلة رومان بابى قرقاص، 2 بالفكرية»، إضافة لحوالى 500 جريح.
وهدم وحرق ثلاث كنائس «أطفيح - إمبابة - ماريناب»، إضافة إلى رصد «14» تكفيرا معلنا من قبل قيادات محسوبة على الحركة السلفية للأقباط. وهناك مؤشرات جدية تتنبأ بتغلغل التيارات الدينية السياسية نحو حكم البلاد فى المرحلة المقبلة ناهيك عما تحدث عنه نبيل عبدالفتاح من كنائس ومساجد متلفزة، «هناك 190 قناة دينية تبث للناطقين بالعربية 80% إسلامية و20% مسيحية» تبث سموم الفرقة فيما تبقى من وطن تغيب فية السلطتان التنفيذية والتشريعية، وتفتت القضائية، وينوب عنها جميعا المجلس العسكرى.
إننا أمام إدارة لا تعرف ماذا تفعل، وثوار يعرفون ماذا يرفضون وزعماء قبائل دينية يحيكون جلاليب الحكم فى انتظار غزوة الصناديق.
«وكأننا يا بدر لا روحنا ولاجينا»، ربى لا أسالك رد القضاء، ولكننى أسألك اللطف فيه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدين المتنبي
والنبوءه الاخري
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم وجيه
كله من البترول