محفوظ عبدالرحمن

إحسان هانم تصوت فى الانتخابات

الخميس، 01 ديسمبر 2011 03:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إحسان هانم أعرفها جيدا رغم أننى لم أرها فى حياتى ولا مرة واحدة. أعرفها بقدر ما أجهل بعضا ممن أقابلهن كثيرا.. إحسان هانم شخصية قوية تقول كلمة الحق حتى لو أنتجت مشاكل، جميلة أنيقة تتابع آخر الأفلام والمسرحيات، ودائما لها رأى حاد فيما تشاهد، فإذا أعجبها عمل دفعت عشرات الصديقات إلى مشاهدة العمل، وإذا استاءت منه حذرت الجميع من مشاهدته.. تبدأ صباحها بقراءة الصحف، وعندما تغضب على صحيفة تمنع دخولها إلى البيت، وبالطبع إحسان هانم لها أولاد وبنات أعرف بعضهم، وبالتالى حددت هذه الصورة التى أتوقع أنها صحيحة، وأيضا لها أحفاد عندما ترى معها واحدا منهم لابد أن تصيح: حفيدك؟! مستحيل كنت أظن أنه ابنك!

إحسان هانم تريد أن تنتخب، وبالتالى فالأسرة يجب أن تكون فى خدمتها، غضبت وأعلنت ثورتها، فهى لا تفهم كل هذه الأحزاب، الحزب الوطنى ممنوع.. جميل، ولكنه تسرب من خلال أحزاب أخرى.

ماذا أفعل؟! هل أشترى كلبا بوليسيا يشم المرشحين؟! قالت لها ابنتها: نقول لك من تنتخبين يا ماما! صرخت فيها غاضبة: من أنتم حتى تقولوا لى؟! محتمل أن أقول لكم فأنا الأم، ولكنى حتى لو كنت أعرفه فلن أقول، لأن الصوت هو صوت صاحبه، ولابد أن يدل عليه، وهو مسؤوليته التى يجب أن يكون حريصا عليها، وإلا فلن يكون «بنى آدم»، هكذا قالت.

هذا لا يعنى أن إحسان مهتمة بالشأن العام، فهى لا تتابع الأحداث إلا نادرا، لكن حالتها تغيرت بعد ثورة 25 يناير، فمنذ اليوم الأول اختارت الوقوف مع الثورة، وقالت لصديقتها: هؤلاء الشباب لماذا يذهبون إلى التحرير ويتعرضون للموت أو الإصابة؟ لابد أنهم يضحون من أجل شىء عظيم، وأظن أنهم يضحون من أجل مصر، ولذلك يجب أن نكون معهم.
وذهبت إلى التحرير مرات، وكانت تعود سعيدة بزيارتها، وتحكى لصديقاتها عما رأت وسمعت، وبعدها كان تذهب فى موكب من الصديقات.

ولكن ها هى أمام ألغاز انتخابية غير مفهومة لها: يا ابنى هؤلاء تيار دينى وهؤلاء ليبراليون وهؤلاء يسار كيف يجتمعون فى قائمة واحدة؟! ممكن لو كانوا أعضاء معا فى نادى الجزيرة أو هليوبوليس لكن فى قائمة سياسية كيف؟!

وأخذت إحسان هانم تدرس وتناقش حتى ازدحمت أحلامها بأسماء المرشحين والتكتلات والأحزاب، قال لها ابنها: وماذا نفعل لقد جرف النظام السابق الحياة السياسية، وعلى فكرة كل هؤلاء ليس فيهم سياسى واحد!

وأتى اليوم الموعود وتزينت إحسان هانم أكثر مما تزينت فى أى وقت، وأخذت زجاجة ماء ثم جعلتها ثلاثا، فربما احتاج من حولها إلى ماء وحشدت حقيبتها بكل ما تخيلت أنها قد تحتاج إليه.

وفتحت التليفون على أولادها الذين ندمت على أنها أنجبتهم كما قالت، وعندما حاولوا أن يشرحوا لها ما ستفعل صرخت فيهم بأنها لا تحتاجهم، وأنها دبرت أمورها، من البداية لن تنتخب القوائم التى فيها الأحزاب الدينية لا لشىء - هكذا قالت - إلا لأنها لا تحب اللحى، والضمان فى الفردى لكى لا يكون المرشح ذا لحية هو أن تختار امرأة، ولكن لأن إحسان هانم حذرة فلن تعطى صوتها لامرأة اسمها إحسان أو عفت أو أى اسم مشترك بين الرجال والنساء، ولأنها تساند قضية المرأة دون تعصب قررت اختيار رجل ولضمان أنه ليس ملتحيا ستختار قبطيا.

وفى الطابور الطويل الذى كانت درته إحسان هانم وبدورها تندفع فجأة إلى امرأة أخرى وقالت لها: أنا إحسان وها هو رقمى القومى وأنا مسلمة، لكننى أريد أن انتخب قبطيا بلا لحية، ورأيتك تتزيين بصليب، قولى لى أى اسم، قالت لها السيدة فى تجهم: أبونا قال لنا ليكن اختياركم للأصلح وليس على أساس الدين.

وأعطت إحسان هانم صوتها، اختارت القائمة الليبرالية وسيدة وشخصا اسمه قبطى، وتفاخرت فى النادى بما فعلت، فقالت لها صديقتها بمرارة: لقد فعلت كما فعلت تم اكتشفت بعد خروجى أننى اعطيت صوتى للسلفيين!








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

دينا

اختصار

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة