د. فتحى حسين

الاكتساح الإخوانى للانتخابات

السبت، 10 ديسمبر 2011 10:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك حالة من خيبة الأمل أصابت عدداً كبيراً من المستقلين والأحزاب الليبرالية والعلمانية واليسارية وغيرها من الأحزاب غير الدينية بعد ظهور نتائج مرشحى مجلس الشعب برلمان 2012 للمرحلة الأولى، واكتساح أو فوز الإخوان والإسلاميين من حزبى "الحرية والعدالة" و"النور" بأغلبية المقاعد هذه المرحلة، بينما خسر العديد من الأحزاب القائمة مقاعد خاصة حزب الوفد الذى أحرق جميع أوراقه فى تحالفه السابق مع الإخوان المسلمين والترويج الفعلى لمشروعهم بقصد أو من غير قصد، فقد خسر العديد من مقاعده فى المرحلة الأولى وخلال الثانية والثالثة تباعاً.. فقد نجح الإسلاميون فى العديد من النقابات المهنية فى مصر، كما فى نقابات المهندسين والصحفيين والمحامين، وفى تونس أيضاً فاز حزب النهضة الإسلامى وفى المغرب أيضاً وغيرها من البلدان.

ويذكر أنه بحلول أوائل الثمانينيات سيطر الإسلاميون على اتحادات طلاب الكليات الكبرى وأندية أعضاء هيئة التدريس بها، محققين هزيمة لكل من اليساريين والموالين للحكومة على حد سواء، ومن أجل زيادة نشاط الحركة الإسلامية فى الحياة السياسية قررت قيادات الإخوان المسلمين فى أواسط الثمانينيات أن يقوموا بحملات انتخابية فى أبرز النقابات فى مصر ليكسبوا التأييد الذى زرعوه فى نفوس طلبة الجامعات.

ففى عام 1984 دخل "التيار الإسلامى" الموالى للإخوان المسلمين انتخابات نقابة الأطباء كجبهة منظمة لأول مرة وفى خلال خمس سنوات تمكن التيار الإسلامى أو "الصوت الإسلامى.." كما هو معروف فى بعض النقابات، من تحقيق انتصارات انتخابية متوالية وفرض سيطرته على المجالس التنفيذية فى نقابات الأطباء والمهندسين والصيادلة، مع تحقيق وجود قوى فى غيرها من النقابات، ونتوقف هنا أمام تفسير روجت له جماعة الإخوان، وبعض الدوائر الإعلامية والسياسية المتفقة مع الجماعة فى الرؤى والتوجهات ينطلق من أن انتصار وأحياناً اكتساح الإخوان لانتخابات النقابات المهنية خير دليل على أن الخيار الإسلامى السياسى خيار مجتمعى تساندة أغلبية الشعب.

قد يعود نجاح التيارات الإسلامية فى الانتخابات إلى فقدان الشعب للثقة فى الأحزاب السياسية الكرتونية الأخرى التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، أو التيارات الثورية الأخرى المنقسمة على نفسها بشكل كبير، بالإضافة إلى كون الإسلاميين من أكثر التيارات تنظيماً والتزاماً وإخلاصاً فى العمل، ولايستخدمون لغة التعالى فى التحدث مع الناس أو التحاور معهم مثل باقى الفئات المسماة بالنخبوية والصفوة داخل المجتمع، علاوة على أن الإسلاميين قد عانوا الكثير والكثير من ويلات النظام السابق الذى استخدم معهم أبشع وسائل القمع والإذلال والتخويف والترهيب، والمنع من الحياة والإبعاد خارج البلاد أحياناً مثل الداعية الإسلامى يوسف القرضاوى وعمر عبد الرحمن وعمر عبد الكافى، ومن قبلهم الراحل الشيخ عبد الحميد كشك، الذى ما كان ينتهى من خطبة الجمعة إلا وتنتظره سيارة البوليس السياسى لتذهب به الى المعتقل!.

وغيرهم الكثير من الدعاة والمشايخ الذين دفعوا الكثير مقابل الحرية، فقد كان هناك أكثر من 30 ألف معتقل سياسى إسلامى حتى أواخر عهد المخلوع، وكانوا يمنعون من تأسيس حزب، بالرغم من كونهم أكبر قوى سياسية منظمة بالبلاد، إلا أن النظام السابق كان يطلق عليهم فى مختلف وسائل الإعلام بالجماعة المحظورة، وجاءت الثورة لتحقق لهم أحلامهم بعد أكثر من 83 عاماً بإنشاء حزب سياسى كبير ومتوقع أن يكون له الأغلبية فى البرلمان، والتأثير فى الحياة السياسية برمتها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة