ما حكم الشرع والدين والضمير وحكم الشعب الذى هو فوق كل السلطات فيمن أضاع على خزينة وطنه مليارات الدولارات؟ وما الحكم فى أنه تسبب فى أن تذهب هذه المليارات إلى خزينة العدو الذى قال المولى سبحانه وتعالى فيه: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»؟
أيها الملأ وأيها المشايخ الأجلاء والكرام أفتونى فى تصريحات وآراء بعض الأدعياء الجدد الذين خرجوا علينا من أقبية النسيان والجهل والتخلف ونصبوا أنفسهم أوصياء وأولياء فى تحريم السياحة فى مصر وما تسبب عن تلك الآراء المتعصبة فى ضياع أكثر من 10 مليارات دولار على خزينة الدولة يعيش عليها ملايين الأسر، بل إن هذه المليارات ذهبت مباشرة وفى الحال إلى خزينة العدو الإسرائيلى!!
لو سألتمونى كيف حدث ذلك؟ أقول لكم إن بعد الدعوات من جهابذة السلفيين بتحريم السياحة واعتبارها سياحة «الخمر والمنكر والبكينى»، قررت شركات السياحة العالمية إلغاء رحلاتها الجماعية إلى مصر بشكل مفاجئ ورفع اسم مصر من خارطة المحطات السياحية العالمية خوفا من فتاوى الجهل والتخلف، وفى الحال وفى شهور قليلة استفادت إسرائيل من الوضع القلق فى مصر وتراجعت معدلات السياحة، فأعدت خطة ترويج سريعة للغاية لجذب السياحة التى فقدتها مصر واستفاد الاقتصاد الإسرائيلى بالانتعاش المفاجئ للقطاع السياحى على حساب أقدم دولة سياحية بالمنطقة.
آخر الأرقام التى نشرتها صحيفة «معاريف» تشير إلى أنه من المتوقع أن يدخل الخزينة الإسرائيلية العام الجارى 2011 حوالى 14 مليار شيكل - أى حوالى 16 مليار و800 مليون جنيه مصرى.
نريد الرأى والحكم فى هؤلاء الذين يدمرون بآرائهم الساذجة أحد الأعمدة الرئيسية التى يرتكز عليها الاقتصاد المصرى، وهى صناعة السياحة التى تدر دخلا يقدر بحوالى 14 مليار دولار، أى أكثر من 12.5% من إجمالى الدخل القومى، إضافة إلى 300 مليار جنيه استثمارات سياحية.
ويعيش على صناعة السياحة المصرية أكثر من 3 ملايين أسرة، بما يمثل 10% من إجمالى الأيدى العاملة فى مصر، ينتظرهم الآن المجهول، فبدلا من الوصول إلى 14 مليون سائح، و175 ألف غرفة فندقية، وتوفير أكثر من 1,2 مليون فرصة عمل إضافية فى 2011، تدهور القطاع السياحى لتصل نسبة الإشغال الفندقى إلى أقل من 16% فى بعض المناطق.
أيها الشعب ما حكمك فيمن يدمر السياحة ويدمر اقتصادك ويقطع عيشك؟