على بعد آلاف الأميال من مصر أكتب إليك يا رئيس وزراء مصر مدفوعة بتصريحاتك التى أطلقتها فى مؤتمرك الصحفى الأخير.
منذ أيام وأنا بعيدة عن أرض الوطن أتابع فعاليات مهرجان مراكش السينمائى، سعيدة بشرائط سينمائية استطاعت أن تخرجنى من عالمى المصرى المتوتر إلى عالم أكثر رحابة ربما يملؤه التوتر أيضاً، ولكن التوتر الذى يصيبنا من حياة الآخرين عن طريق أفلامهم يريحنا أحياناً لأنه يثبت للمشاهد أنه ليس وحده الذى يعانى فى هذا العالم، فالأفلام بمختلف جنسياتها تقول إن بلاد الدنيا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها تعانى هى الأخرى، فكلنا فى الهم سواء ولكن بدرجات.
ولكنك يا سيادة رئيس وزراء مصر استطعت بجدارة أن تخرجنى من هذه المعادلة التى بدت مريحة حين وقعت عيناى على تصريحاتك التى أطلقتها طالباً من الشباب أن يسألوا آباءهم وأمهاتهم عنك وكم كنت سياسياً ذا شعبية خاف منها الرئيس السابق فعزلك بسببها، وها أنا كأم أقول لك إننى لن أجد ما أنقله لابنى عن شعبيتك التى تحكى عنها، فأنت لم تكن تتمتع بشعبية كما تقول الآن، لأنه فى عصرك بدأت الخصخصة التى قامت بها الحكومات المتتالية وباعت فيها مصر بأبخس الأثمان، وسأذكر لك ولغيرك قصة بسيطة أنا شاهدة عليها ويشهد الله أنى ما أزيد عليها حرفاً، فقد كان لى جار خبير أمريكى فى تثمين الشركات قبل مرحلة البيع يعمل فى مصر وقت رئاستك للوزارة، وكان سعيداً بالحياة فى مصر، ثم فجأة قرر الرحيل، وحين سألته عن السبب، قال إنه يشعر بأن عمله بلا فائدة فالحكومة المصرية التى استعانت بشركته لتثمين البيع لا تلتزم بما يقدره وتبيع بأثمان بخسة، وأنه وهو الأمريكى، الذى عمل فى كثير من دول العالم النامى مساعداً فى الخصخصة لم ير مثل كم الفساد الموجود فى مصر، وأن البيع يتم أحيانا بأقل من النصف أو الربع، وأن العمولات المدفوعة تحت الترابيزة أكثر من الثمن المعلن، هذه الحكاية التى أشهد الله أنى لا أختلقها كانت فى عصرك أنت يا دكتور، وحين كان عاطف عبيد وزير قطاع الأعمال.
يا سيادة رئيس وزراء مصر الحالى، أنت قلت إن فى عصر وزارتك صدر قرار الحاكم العسكرى بمنع البناء على الأراضى الزراعية، فهل كنت أنت الحاكم العسكرى الذى أصدر القرار؟ وهل تعرف أن هذا القرار دائماً قبلك وبعدك كان موجودا ولكن هناك المخالفات التى تحدث ويغض عنها الطرف؟
يا سيادة رئيس وزراء مصر الحالى أنت قلت إنك عارضت أن يدفع المصريون بالخارج ضريبة على الدخل، فهل تظن أن هذا قرار سليم؟ ألم يكن الأوفق أن يتم سن قانون ليدفع المصريون بالخارج ولو نسبة قليلة من ضرائب الدخل لربطهم ببلادهم وإحساسهم بالمسؤولية تجاه أوطانهم؟ فأنت أخطأت ولم تصب.
يا سيادة رئيس وزراء مصر الحالى، أنت الذى طلبت منى كأم أن أتذكر، وها أنا قد تذكرت ولدى أكثر، رغم أنى من بين هؤلاء الذين يرفعون شعار عفا الله عن بعض ما سلف، لأنى أتمنى لمصر أن تنظر أمامها لا خلفها حتى لا تتعثر، ولكن رغماً عنى كلما أنوى ذلك أجد صوتاً أو كلاماً أو تصريحات تشدنى للخلف مثلما فعلت أنت.
يا سيادة رئيس وزراء مصر الحالى، أنا وغيرى قد ننسى ونريد أن ننسى الماضى إذا أعطيت لنا حاضرا ومستقبلا نتحدث عنه، فهل لديك من ذلك شىء أم أننا مضطرون كشعب أن نغنى لك غناء جماعيًا، والنبى بلاش نكلم فى الماضى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
صدقتى فى كل ما قلتى
عدد الردود 0
بواسطة:
ام ادهم..
يا حنان..انا بحبك..وبحترمك..لكن.....
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
الشعب عايز ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
mostafa
خليكى فى الأفلام اللى بتتفرجى عليها
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
ماليش فى السياسه
دعينا نتتظر الجديد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود قاسم
رئيس وزراء مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
رئيـس الوزراء كسـب ثقـة أغلـب الشـعب
عدد الردود 0
بواسطة:
مصصصرى
مقال جيد يستحق ان يكون فى المنطقة المقروئة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
معاها حق
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
مقال رائع - بس لاحظى هناك شرط رئيسى قبل البيع والخصخصه هو بيع الذمم والضمير
بدون