فى سيل التعليقات التى تلقيتها على مقالى: «إلى الشيخ ياسر البرهامى»، نصحنى القارئ نور الآطرونى قائلاً: «لا يحق لسعيد الشحات الذى لم يبلغ الكمال فى الثقافة الدينية أن ينتقد الشيخ ياسر البرهامى»، غير أن الأستاذ خالد الشيخ الذى يفيدنى كثيرًا فى تعليقاته كتب هذه الكلمات المهمة التى تستحق أن تكون مقالاً بذاته ورأيت أن أنقلها.
يقول «الشيخ»: كثيرة هى الأشياء المثيرة فى آراء الشيخ برهامى بما يتجاوز حديثه عن السياحة فى تركيا، فهو من أفتى بعدم جواز العمل فى البريد إذا كان عمل الموظف فى إدارة دفتر التوفير، وتناسى أن النقود التى يتعامل بها أصدرتها ذات الجهة التى تتبعها هيئة البريد، وأفتى أيضًا بحرمانية التأمين، وأغفل أن السيارة التى يركبها لا يصدر ترخيص سيرها بدون وثيقة تأمين، وهو لا يشاهد التليفزيون ولا يظهر فى فضائيات، لكن أحاديثه مسجلة بالعشرات على اليوتيوب فكيف يتم التقاطها وتصويرها؟ هو من أفتى بعدم جواز رفع شعار الهلال مع الصليب، مثلما أفتى بأمور عديدة تتعلق بدور المرأة وعمل البنوك والانتخابات والخروج على الحاكم، وإقامة الحدود، لكنه فى المقابل دخل معترك السياسة التى تضم الهلال والصليب، وقبل باللعبة السياسية التى ينظمها فكر مغاير لفكره ومنهجه.
يضيف خالد الشيخ أن من يقرأ فتاويه الأخيرة إلى جانب حديثه المسجل على موقعه الذى يقول فيه نصّا عن الجهاد: «إذا كانت فريضة الجهاد هى ذروة السنام، فإن السنام لابد لها من أربعة قوائم، وعلينا أن نبنى القوائم فى المجتمع»، ومن يقرأ ذلك جيدًا وما يحمله بين سطوره يعرف تمامًا الفكر الذى يجتهد فيه هذا الرجل، والعمل الذى يسعى إلى تحقيقه من خلال تأسيس وإرساء القوائم التى أشار إليها، فالجهاد فى مفهومه وأدبياته مؤجل لحين الوصول إلى سدة الحكم أو السيطرة على عقول الشباب بمئات الفتاوى - أيهما أقرب - ثم نفاجأ بين عشية وضحاها بأننا أمام نسخة أخرى من التكفير والهجرة التى عانينا منها فى السبعينيات من القرن الماضى، وتتحول الحريات التى انطلقت فى رحاب ثورة 25 يناير وما صاحبها من حالة سيولة فى الفتاوى والآراء وظهور مثل هذا التيار المتشدد على الساحة إلى أفغانستان جديدة، حينما يصبح المواطن المصرى كما قيل من قبل فى جماعتين: إما التكفير والهجرة، «أو التفكير فى الهجرة».