إجابة هذا السؤال قد تكون سهلة عند البعض، وصعبة ومحيرة عند الآخرين، ومتعددة عند العالمين ببواطن الأمور والخبراء، وهى بلا شك فى النظام السابق، ولكننا أمام السؤال الأهم، كيف لا يتكرر هذا الفساد مرة أخرى؟ فإننا بلاشك قد اقتلعنا النظام السابق بفساده، متمثلاً فى عزل أو تنحى أو قل ما شئت، ولكن الشىء الأكبر والدال على اقتلاعنا رمزاً للفساد، هو محاكمة قائد هذه المنظومة الفاسدة، ومحاكمته أمام الرأى العام، وأعتقد أنه يتمنى، الآن، أن يعود به الزمان حتى لا يوقع نفسه فى هذا الأمر المشين لماضيه، قبل الحكم وبعده.
وننتظر، وكلنا ثقة فى القضاء الشامخ، الذى حاولوا أن ينالوا منه، وللحقيقة نالوا من بعضه، ولكن عظمة الله ورحمته بعباده، وإرادته، حالت دون أن يلوثوا ثوب العدالة.
ولكننا أمام لحظة فارقة، يجب علينا أن نقتلع الفساد من جذوره، فالشعب أسقط النظام المتمثل فى الرئيس المخلوع، ورموز النظام ليسوا كلهم، بل بعض منهم، ولكننا لم نسقط المنظومة، التى زرعها فينا هذا النظام الفاسد على مدار الثلاثين عاماً، حكمنا فيها، وتركها تعيث فى الأرض فساداً، وسلط علينا رجال أعمال ومنتفعين وعديمى الضمير، كلهم انتموا لهذا الحزب الفاسد الوطنى سابقاً، لا يخافون الله ولا يرحموا الصغير والكبير، المحتاج والفقير، وأصبحوا لا يهمهم المواطن الغلبان، بل وحدوا هدفهم تحت شعار "كم زاد حسابنا اليوم" لا يهمهم إن كان هذا على حساب زيادة فقراء هذا الوطن فقراً ومعاناة.
والآن ماهو الحل؟ سؤال لا أجد له إجابة، لكن على كل واحد منا أن يقوم بدوره لمكافحة الفساد فى شتى بقاع مصر، وألا نترك الأمر مرة أخرى لأحد لكى يحافظ على حقوقنا، بل إنه واجب قومى؛ لنقتلع جذورالفساد، وأعتقد كما قد يتفق معى الكثيرون، ولن يختلف معى أحد أن تكون البداية هى سيادة القانون، من خلال تنفيذ الأحكام القضائية الواجبة النفاذ فى شتى الأمور، على أى شخص كان وضعه - دولة القانون أيها السادة تحترم الأحكام وتنفيذها، وهو الأمر الذى سيؤدى إلى زيادة الأمن والأمان، وسينعكس على صورتنا فى الخارج، بالإيجاب عندما يحس المستثمرون بأن أموالهم المستثمرة فى الأسواق المصرية مؤمنة بسيادة دولة القانون، وأنهم عندما يتعرضون لأى مشكلة سيجدون قضاءً عادلاً، سينظر فى قضاياهم بعين العدل، وسيعطى كل ذى حقّ حقه.
أقول ذلك؛ لأن النظام السابق قد استطاع أن يغل يد القانون، وألا ينفذ أحكامه إلا على من يغضب عليه فغاب العدل.. وغاب معه الأمن والأمان للمواطن البسيط، وهرب معه المستثمرون والاستثمار.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
جهاز امن الفساد
هل نعرفة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الصامتون
ارحل كفاية