قطب العربى

جماعة التفكير فى الهجرة

الجمعة، 02 ديسمبر 2011 09:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت مصر قد عانت كثيرا من قبل خلال حقبتى السبعينات والثمانينات من جماعة التكفير والهجرة والتى كانت تصف نفسها بجماعة المسلمين، فإن مصر بعد 25 يناير وتحديدا بعد 28 و29 نوفمبر وهما يوما الجولة الأولى للانتخابات النيابية أصبحت تعانى جماعة التفكير فى الهجرة !!.

التفكير فى الهجرة يراود البعض بسبب فوز الإسلاميين بأغلبية مقاعد المرحلة الأولى للبرلمان وهو ما ينبئ بفوزهم بنسب متقاربة وربما أكبر فى المرحلتين الثانية والثالثة، هذا البعض لم يقتصر على بعض المسيحيين الذين عبروا عن هذه الرغبة منذ وقت مبكر وتحديدا منذ انتخابات 2005 والتى فاز فيها الإخوان بـ 88 نائبا، بل إن الأمر شمل بعض المسلمين أيضا، وقد كان أبرز زعماء هذه الجماعة منذ وقت مبكر الدكتور ميلاد حنا، وإذا كان ميلاد حنا لم يهاجر فعلا وتراجع عن تصريحاته لاحقا، فإن البعض استغل ذلك الفوز ليتقدم بطلبات هجرة فعلية إلى كندا والولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية الأخرى، الحجة الظاهرة لطلب الهجرة هى عدم القدرة على العيش فى مصر بعد أن سيطر الإسلاميون على المجال العام فيها، ولكن السبب الحقيقى هو البحث عن المال والشهرة فالذين يهاجرون تحت هذا العنوان وهو إدعاء الاضطهاد الدينى يجدون عشرات المنظمات وأجهزة المخابرات الغربية تتلقفهم وتغدق عليهم، وقد تجند بعضهم لاحقا للعمل كجواسيس لها.

بعض المسلمين هاجر فعلا خلال الفترة الماضية، ولكن بدعوى غياب الأمن أو التعرض لمواقف عدائية مثل الفنانة سماح أنور التى كانت ترى أن الحرق هو أنسب طريقة للتخلص من الثوار فى ميدان التحرير، وبعدها الفنانة علا غانم التى قامت بتسفير بناتها الثلاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتنوى هى الأخرى الهجرة إذا وصل الإسلاميون إلى الحكم، وقد انتقلت العدوى إلى المطرب عمرو دياب الذى أصبح يقيم فى دبى بصفة شبه دائمة، والفنانة شيرين عبد الوهاب التى تقيم بشكل شبه دائم فى لبنان والتى أقدمت على شراء منزل فى منطقة أدما شرق مدينة بيروت، وستقوم بإلحاق ابنتها مريم بمدرسة "الشويفات" الدولية هناك لتكون بالقرب من منزلها حسبما نشرت "روز اليوسف" 25 أكتوبر 2011.

لا تمثل جماعة التفكير فى الهجرة قطاعا كبيرا بين الفنانين، ولكن انتماءهم للوسط الفنى يجعل صوتهم مسموعا، وحكايتهم معروفة، ولا أظن أن غالبية الفنانين المصريين يفكرون بالطريقة ذاتها، إذ أن الوسط الفنى يمتلئ بالشخصيات المحترمة الواعية القادرة على التعامل مع أى موقف، والقادرة على التعبير عن رأيها والدفاع عنه، وهى أيضا راغبة فى تطهير الوسط الفنى مما لحق به من مساوئ وخروج على قيم وأعراف المجتمع خلال الحقبة الديكتاتورية التى كانت تعمل دوما على تعزيز السفه الفنى بهدف إلهاء الشعب عن عورات النظام وطغيان الحكم، وهؤلاء المحترمون فى الوسط الفنى سيتقدمون لتصدر المشهد، وتقديم فن راق يواكب التغيرات الكبرى التى شهدتها مصر بعد 25 يناير، أما أولئك المرجفون فى الأرض، الساعون إلى الهجرة فعليهم أن يعيدوا النظر فى قراراتهم العاطفية، لأن مصر تسعنا جميعا، كما أن احترام قيم المجتمع وأعرافه وقوانينه واجب علينا جميعا.

إلى جانب بعض الفنانين الذين يفكرون فى الهجرة، هناك أيضا عدد من فلول النظام هاجروا بالفعل من رجال الأعمال والسياسيين وذلك هربا من المساءلة والمحاكمة، ومن الأفضل لهؤلاء المثول أمام القضاء، وهو قضاء طبيعى مدنى، وأن يعيدوا ما سرقوه من أموال الشعب، حتى يهنئوا بالعيش بعد ذلك فى بلدهم وبين أهلهم وأبنائهم.

حين نتحدث عن الهجرة فإن الأنظار تتركز أساسا على المسيحيين، والذين هاجر بعضهم فعلا من قبل على مدار عقود طويلة مضت، وشكل بعض أولئك المهاجرون لوبيات ضاغطة على السياسة المصرية، كما أنهم يحفزون غيرهم على الهجرة، ولكن الغالبية المسيحية ترفض هذا الاتجاه حتى الآن، وتصر على النضال داخل وطنها لنيل حقوقها، وقد كانت المشاركة الكبيرة للمسيحيين فى الانتخابات الأخيرة هى الطريق الصحيح لنيل الحقوق عبر الطرق الديمقراطية، وعبر برلمان وطنى وليس عبر منظمات أجنبية.

الهجرة ليست حلا أبدا، وهى هروب وعجز عن المواجهة، وتعبير عن غياب الانتماء الوطنى، وصاحب المواقف الحقة عليه أن يستميت فى الدفاع عن مواقفه، أما الضعفاء والجبناء فليهنئوا بحضن دافئ فى واشنطن أو تورينتو أو باريس، أما مصر فستبقى دوما حضنا دافئا لأبنائها الأصلاء المناضلين الكادحين، وإذا كان هؤلاء الكادحون والمناضلون قد اختاروا اليوم الإسلاميين فى أنزه انتخابات شهدتها مصر فإن على الفنانين والفنانات والزاعقين والزاعقات والمرجفين والمرجفات أن يحترموا خيار الشعب، فهذه هى الديمقراطية، ولتحيا الديمقراطية.








مشاركة

التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

أحييك على مقالك الرائع

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

بحب مصر

مقال رائع جدا اشكرك ايها الكاتب المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح

كلام جميل

كلام جميل تسلم ايديك ايها الكاتب المتميز

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سامى

بارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

عضو جماعة الهجرة

التفكير فى الهجرة

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح ابراهيم

المقال فى حد ذاته يبعث غلى الخوف من فكر المرحله المقبله والتفكير الجدى للهجره

عدد الردود 0

بواسطة:

ممدوح السلاموني

نحن شعب متماسك

عدد الردود 0

بواسطة:

جناح النسر

بتضرب وتقول مش انا

عدد الردود 0

بواسطة:

فرج فوده

يسقط حكم العسكر و يسقط حكم رجال الدين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة