عادل السنهورى

حرق الثورة وحريق المجمع

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011 08:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النيران التى اشتعلت فى المجمع المصرى يجب أن يحترق بها من أشعلها، لأن من أضرم النار فى المجمع لا يمكن بأى حال من الأحوال من ثوار يناير ولا ينتمى لهم ولا ينتمى إلى هذا البلد.

الثورة التى قامت من أجل حرية هذا الوطن وبنائه والحفاظ على إنجازاته وتاريخه وتراثه واستلهام ثوراته ونضالاته فى الماضى لا يمكن أن تمتد بمعاول الهدم والحرق لجزء غال من تاريخ مصر وذاكرتها التى كونت نسيج هذه الأمة وشكلت ثقافته ووعيه ووجدانه التى ساهمت بجزء فاعل وأصيل فى تاريخ الإنسانية.

الأيادى الملعونة والمجرمة التى امتدت لتحرق مجمعا علميا عمره 213 عاما من عمر هذا المجتمع لا هدف لها إلا إحراق هذه الثورة الإنسانية العظيمة التى تفاعل وتلاحم معها الشعب المصرى بكل فئاته. هذه الأيادى العابثة التى تجرأت على حرق جزء غال من ذاكرة مصر لن يثنيها ضمير أو وازع أخلاقى أو دينى أو وطنى عن إحراق مصر نفسها، ولن يتورع أن يكرر جريمته الشنعاء فى كل مكان يحوى ذاكرة وعقل مصر، طالما توفرت له الحماية وظل حرا طليقا عابثا دون ملاحقة وحساب وعقاب ودون الكشف عمن يقف وراءه ويوفر له الدعم والوسائل المتاحة للحرق والتدمير والتخريب.

من حرق المجمع لم يقدم أى خدمة للثورة أو للمتظاهرين، فأى خدمة جليلة وعظيمة قدمها الحارقون من حرق أو تدمير حوالى 200 ألف كتاب ومخطوطة نادرة داخل المجمع العلمى، سوى تشويه أهداف هذه الثورة فى التغيير والبناء وعرقلة مسارها فى استكمال مسيرتها السلمية وليست التدميرية فى التغيير للمستقبل الأفضل.

وكنت أنتظر ومازلت أن يثأر الثوار الشرفاء وينتصروا لتاريخ وتراث مصر ويعلنوا براءتهم من تلك الجريمة الإنسانية التى تضر بسمعة الثورة المصرية وتنتقص من زخمها الشعبى التى لولاه ما تحقق لها ما أرادته بإزالة رأس النظام ورموزه كخطوة على طريق التغيير الشامل.

استمرار العبث والحرائق يعطى الفرص للمتآمرين على الثورة للانقضاض عليها وقطع الطريق عليها لإحداث التغيير المنشود، وهذه مسؤولية الجميع وفى مقدمتهم الثوار، فعليهم فعل شىء للكشف عن هوية الموجودين الآن فى الميدان وباقى الميادين فى مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة