اقرأ هذا الكلام ولا تفكر فى الثورة.. اقرأه من فضلك ولا تحاول أن تحدد موقع الأحداث أو زمانها.
حدث هذا على بقعة أرض من أراضى الله الواسعة بين فريقين من البشر سقط من أحد الفريقين خلال خمسة أيام فقط حوالى 1700 جريح ومصاب و14 قتيلا بالرصاص الحى، والرقم على عهدة جهتين إحداهما المفترض أنها حيادية ولكنها رسمية تتبع الطرف الأول وتخضع إداريا له، هذه الجهة قالت إنه خلال خمسة أيام من القتال، كان عدد المصابين من الفريق الثانى حوالى 830 مصابا و14 قتيلا فى المستشفيات التابعة لها، بينما تضيف لهذا الرقم جهة أخرى توصف بأنها جهة حيادية تطوعت من تلقاء ذاتها منذ حوالى عام لتقديم الإسعافات الطبية للضحايا فى ساحة المعركة حوالى 860 مصابا آخرين، ونفس العدد من القتلى أى أن المجموع يقارب الـ1700 جريح وقتيل.
أما توصيف القتلى فإنه قد ثبت «رسميا» أن 13 قتيلا منهم قتلوا بالرصاص الحى، وحالة واحدة ماتت متأثرة بطلقات خرطوش كثيف أدت لوفاتها بعد نقلها للمستشفى الرسمى بعدة ساعات.
ومن أوراق المستشفى الميدانى الوحيد فى ساحة القتال - بعد أن هاجم الطرف الأول ثلاثة مستشفيات ميدانية أخرى، وقام بحرق خيامها بالكامل بما فيها من أدوية وأدوات تبرع بها طرف ثالث من المواطنين العاديين ممن لا ينتمون لأى من الطرفين المتقاتلين - فيمكن أن نقرأ بعضا من سطور المعركة التى تركت آثارها على أجساد هؤلاء المصابين ومنهم مثلا «ع.س 30 سنة» طلق رصاص حى بالساق اليمنى «ش.ا 19 سنة» كسر بالقدم اليمنى وخرطوش بالظهر، «ا.ش 38 سنة» كسر بالقدم وقطع بالأذن، «ح.م 30 سنة» كسر بالذراع اليسرى وكدمات بالجسم نتيجة تعرضه للضرب، «م.م 32 سنة» ضرب بجميع أنحاء الجسم وكسر بالجمجمة، «ا.م 22 سنة» كسر بالقدم اليسرى وكدمات بالجسم وتعذيب بالكهرباء، «ع.ع 15 سنة» طلق نارى حى بالقدم اليمنى، «س.ع» جرح بالقدم اليسرى وكسر باليدين اليمنى واليسرى، «ج.ا.15 سنة» ارتجاج بالمخ وكسر بالقدم اليمنى وخرطوش بنفس القدم، «ش.م 36 سنة» جروح قطعية بالرأس وكسر بالفك واشتباه ارتجاج، «ا.م 29 سنة» كسر فى اليد وجرح فى الرأس 10 غرز. هذه عينة صغيرة جدا من الإصابات التى لحقت بالفريق الثانى، التى تبدأ بالجروح القطعية بأحجامها المختلفة، نتيجة الزجاج والطوب وكسر السيراميك والرخام، والكسور نتيجة الضرب المبرح والتعذيب بالكهرباء والأقدام الثقيلة التى ترتدى بيادات مخصصة للمهمات العسكرية طبعا بخلاف إصابات الخرطوش القاتلة أحيانا والمعذبة بثقوبها وحروقها فى كل الأحوال.
ونظرا لأن الطرف الأول من المعركة رفض الإفصاح - ودائما ما يرفض أو لا يفصح بشكل واضح عن قتلاه أو مصابيه - فسوف يظل الحديث غير وارد، ولكن يظل السؤال معلقا: لماذا يرفض الطرف الأول الإفصاح عن مصابيه وقتلاه؟ هل لأنهم غير موجودين أصلا أم لأنهم يخشون إطلاع باقى جنودهم ممن لا يزالون فى ثكناتهم على موقفهم العسكرى خشية أن تؤدى معرفة أعداد المصابين والقتلى لغضب هؤلاء على الفريق الثانى والمطالبة بالنزول لأرض المعركة لإبادة الفريق الثانى؟ أم ربما يغضبون من نزولهم أصلا لمعركة ما كان يجب أن يتورطوا فيها أبدا؟ الإجابة عند الطرف الغامض الذى يلعب بكل قذارة بين الفريقين الأول والثانى، والذى لا يهمه أنهما الاثنان يتقاتلان على أرض نفس الوطن، لأن الاثنين أبناء له القاتل والمقتول، وضمير الشعب على حدود المعركة سيحكم فى النهاية، لأنه يعرف أن الموت بيد الأخ وبسلاح الوطن حرام.
ومصر عارفة وشايفة وبتصبر.
لكنها فى خطفة زمن تعبر.
وتسترد الاسم والعناوين.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد البييه
مارايك يا استاذة؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الاسكندرانى
بس برضه الرحمة مطلوبة