مدحت قلادة

حذارِ من التصديق

الجمعة، 23 ديسمبر 2011 04:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«حذارِ من المرأة التى تتحدث عن فضيلتها، والرجل الذى يتحدث عن استقامته». مثل فرنسى.

صدعونا بكلمات عن الشرف والعفة والصدق والدين والتدين، قدموا أنفسهم كأصحاب أيادٍ طاهرة بفعل الوضوء وركب خاشعة، رسموا لأنفسهم طريق الاستقامة «عوقبنا على نظافة سيرتنا وإيماننا وصدقنا».. كلمات صرح بها «صبحى صالح» وعلى نهجه سارت كل التيارات الدينية، وقدموا أنفسهم الشرفاء وسط الساسة وأصحاب الكلمات الصادقة... ولكن على أرض الواقع سؤال مهم يطرح نفسه: التيارات الإسلامية التى قدمت نفسها للبسطاء من الناس على أنها شريفة صادقة، هل أعمالها تطابق أقوالها؟
إليك على سبيل المثال وليس الحصر «الإخوان المسلمون»، والذين لم يتورعوا عن قبض الملايين التى أغدقت بها عليهم دول الجوار، وهذا سلوك ينافى الأخلاقيات، وفق الدكتور «سعد الدين إبراهيم»، أن يوم الاستفتاء فقط كلف الجماعات الدينية 12 مليون جنيه أتوبيسات فقط بدون طعام! وفى حديثه عن سلوك الإخوان ذكر فى مقاله المنشور بجريدة «المصرى اليوم»: وحينما ناقشت أحد المعارف من الإخوان حول هذه الأمور، ردّ ببساطة: «إن الانتخابات مثل الحرب، والحرب خدعة»، ثم إن المسلم «كيس فطن»!. لقد صدعت أذهاننا من التيارات الدينية عن الشفافية والصدق ورفض التعامل مع إسرائيل وأمريكا، لقد استخدمت التيارات الدينية كل أساليب الهجاء المسموح بها وغير المسموح بها للعن أمريكا وإسرائيل، وعلى أرض الواقع حضر جون كيرى إلى مصر ولم يقابل من القوى السياسة سوى الإخوان المسلمين فى اجتماع مغلق غير مسموح لأى إعلامى بالتواجد فيه!!! وأفصح بعد ذلك عن أنه نال تعهدات باعترافهم بكامب ديفيد وأمن إسرائيل؟!
أما السلفيون فتناقضهم عجيب مريب، ومنه تصريحهم بأن السفير الإسرائيلى الجديد فى القاهرة يعقوب أميتاى فتح قنوات اتصال مع المسؤولين الإسلاميين فى مصر، وفى مقدمتهم جماعة «الإخوان المسلمين» و«حزب النور» السلفى الذى وعد بدراسة العرض!
فى سياق متصل كشف السفير الإسرائيلى السابق لدى مصر يتسحاق ليفانون أن وزارة الخارجية الإسرائيلية منعته من إجراء اتصالات مع «الإخوان المسلمين» وكان قد قال فى مقابلة مع صحيفة «معاريف» إن جماعة «الإخوان» براغماتية وأقل تطرفًا مما تصفها إسرائيل به وأن من شأن التحاور معها التأثير على مواقف حركة حماس. من الغريب أن تسلك الجماعات الدينية مسلك النظام السابق وهو التعهد للغرب وعلى رأسه أمريكا باحترام معاهدات السلام رغم تصريحاتهم لدغدغة مشاعر البسطاء «سنقلع إسرائيل» ووصفوها بـ «السرطان»…. مما يؤكد ازدواجية الخطاب والتعامل أيضًا.

الحزب الوطنى عنوان للتزوير وانعدام الصدق والتعامل بلا أخلاق، ومن الغريب أن تسلك كل التيارات الدينية نفس السلوك فى كل المراحل الانتخابية، بل فى الاستفتاء سلكت التيارات الدينية نفس سلوك النظام أيضًا «فرق تسد» واعتبرت أن كل من يؤيد بنعم فهو من أهل الجنة ويعمل لصالح للشريعة، ومن قال لا فهو كافر. أخيرًا وبكل أسف اتضح أن شعارات التيارات الدينية لا تطبق على أرض الواقع، وتتعامل بأرضية غير وطنية لأن دافعى الأموال الخليجية سيسعون - بعد الانتخابات - لنيل حقوقهم وفرض رأيهم على تلك التيارات، وبالتالى تفقد استقلاليتها وحيادها، ووطنيتها أيضًا. أقتبس كلمات الدكتور سعد الدين إبراهيم عن تلك التيارات «إن الأموال الطائلة التى تدفقت على الإسلاميين، من الجزيرة العربية والخليج، قد أعطت حزبى الإخوان والسلفيين «الحُرية والعدالة» و«النور» ميزات نسبية لم تتوفر لغيرهما من الأحزاب الـمُتنافسة ليس فقط فى الدعاية لـمُرشحيهما، بل أيضًا لتوزع حقائب وأكياسًا من الأطعمة والمواد التموينية، مصحوبة بقائمة مطبوع عليها أسماء ورموز الـمُرشحين والحزب «أو التحالف» المطلوب انتخابهم، هذا فضلاً على استخدام الشعارات الدينية بكثافة، مثل «الإسلام هو الحل».. أو «نحن ندعو إلى الحُكم بشرع الله»، أو «نحن نأتيكم بالخير.. فأعطونا ثقتكم وأصواتكم». ويستطرد: ليت الأمر توقف على الدعاية والرشاوى الانتخابية، لقد رصد المُراقبون بعض ألوان الخداع الانتخابى بواسطة الناخبات الـمُنتقبات من التيار الإسلامى. فقد قُمن تحت دعوى «الاحتشام» وعدم الكشف عن وجوههن، وبالتالى صعوبة التحقق من هويتهن، بالتصويت أكثر من مرة، باستخدام أرقام قومية، لنساء أخريات.

فى المنظومة «الإسلاموية» كل شىء موجود، سوى شرع الله الذى يتشدق هؤلاء بتطبيقه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة