دعانى الدكتور أشرف زكى والدكتورة سميرة محسن لحضور مهرجان المسرح العربى بالمعهد العالى للفنون المسرحية دورة زكى طليمات، وهذه الدورة أهديت لاسم الأديب العظيم نجيب محفوظ، وجلست فى قاعة المسرح الرئيسية بالمعهد أستحضر كل العظماء الذين مروا على هذا المسرح من مؤلفين ومخرجين ومبدعين فى التمثيل والديكور والإضاءة والملابس والحركة المسرحية، وتذكرت أننى منذ أكثر من عقدين من الزمان حضرت فى هذا المسرح بروفات لشباب صاروا نجومًا اليوم وتأملت شباب اليوم من طلاب المعهد وهم يقدمون فقرات المهرجان وتساءلت كيف سيكون مصير هؤلاء؟.. نحن عشنا سنوات مع المسرح فى مجده الذهبى ورموزه، وعشنا حتى دخل غرفة العناية المركزة ونعيش اليوم الهجمة الشرسة من المتطرفين على الفنون ودعاوى ظلامية لتكفير المبدعين وتحريم الفن والتطاول على أعظم أديب أنجبته مصر هو نجيب محفوظ، فكيف سيكون مصير هؤلاء الخريجين والطلبة الذين يقدمون لنا عصارة جهدهم ومواهبهم ويتلمسون طريقهم ويرنون ويتطلعون لمستقبل باهر فى دنيا الفنون، كيف سيحكم عليهم السلفيون إذا أمسكوا بمقدرات البلاد؟ وأنا شارد بالصف الأول أعلن مذيع الحفل عن بداية فعالياته بفيلم تسجيلى عن نجيب محفوظ وجلست أشاهد الفيلم، كان عبارة عن آخر حفل عيد ميلاد صوره أصدقاء محفوظ فى بيته وكان المحتفلون حسب ذاكرتى يوسف القعيد وجمال الغيطانى ومحمد سلماوى وهاشم النحاس وآخرين، وطلبوا من محفوظ بعد إطفاء الشمعة الوحيدة على التورتة أن يقول كلمة، واستمعت الصالة كلها لكلمته كأنه يقولها لنا الآن من العالم الآخر من دار الخلود، قال: «إن مشكلة البشرية كلها فى الظلم.. الظلم يؤدى للعنف، وأناشد العالم كله أن يعمل على إحقاق العدل ونشر السلام ليعيش العالم بمختلف ألوانه وأجناسه فى سلام». ثم دعا لمصر وقال: يارب أشوف مصر تعيش فى سلام يا الله.. كأنه معنا، ثم بعد أن انتهى الفيلم ظهر يوسف القعيد ليقول كلمة، ورغم أنه ضحك علينا وقال أنا لا أستطيع الخطابة لأنى لا أعرف غير الإمساك بالقلم، لكنه خدعنا وأثر فينا بكلماته حيث قال: «لو أن محفوظ بيننا اليوم وسألنا سؤالين: الأول: ما رأيك فى الثورة؟ والثانى هل تريد دولة عسكرية أم دينية؟ وأنا - والكلام للقعيد - عندى الرد، إجابة السؤال الأول عند محفوظ فى آخر ما أبدع أحلام فترة النقاهة والتى بدأت حلمت بالثورة دون السابعة وانتهت بأعتقد أن الحل هو الثورة»، الثورة أفضل لها من مغامرة الخوف من المجهول «أما إجابة السؤال الثانى فأعتقد أنها لا الدولة العسكرية ولا الدينية أفضل لمصر.. هناك طريق ثالث». انتهى كلام القعيد فشعرت بأننى أخذت وجبة دسمة من التنوير خصوصًا مع قصيدة جمال بخيت الرائعة عن عقود اللؤلؤ المصرية من رموز التنوير، وعندما أمسكت الميكروفون قلت إن هذا هو أعظم رد على دعاوى المتطرفين وطيور الظلام الذين هاجموا محفوظ والذين يحقرون الفنون، لأن على قلوبهم حجرًا وفى آذانهم وقرًا، ألم يسمعوا الشيخ محمد عبده يقول لمثّال نحت تمثالاً بديعًا فى بداية القرن العشرين «إن أنامل الفنان أحيت فى مشاهده الوجدان» ألم يقل سيد قطب الرمز الدينى الأشهر عن روايات محفوظ الأولى إنها أسطورة أدبية تستحق أن تدرس لتلاميذ المدارس، وكان ذلك فى أربعينيات القرن الماضى.. أين أنتم من هؤلاء؟
محمد الغيطى
رسالة نجيب محفوظ والرد على المتعصبين فى مهرجان المسرح العربى
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 04:03 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بيبرس
مصر 2011 و عصور الظلام
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
رسالة إلى الأستاذ محمد الغيطي
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى
الى بيبرس رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس ابراهيم مسعود
ليه كده