من يدقق النظر ويمعن فى أحوال مصر الآن بعد أكثر من 11 شهرا على الإطاحة بالمخلوع مبارك لايجد الحال تغير قيد أنملة للأمام بل زادت الاختلافات والخلافات بسبب الهطل الذى تدار به مصر!! بدءا من المجلس العسكرى الذى يصر دائما على وضع الجيش والشعب فى مواجهة دموية (مع رفضى الكامل لإهانة القوات المسلحة) ويكتفى ببيانات لا تزيد الأمور إلا تعقيدا ويرفض العسكرى مبدأ الشراكة ويصر إصرارا غريبا على وضع الجيش المصرى فى موقع من تتمزق ملابسه؟ ونسى وتناسى قادة المجلس العسكرى أن الجيش ملك الشعب ومهمته الأساسية هى الدفاع عن سيادة مصر وحماية حدودها دون تدخل فى السياسة وألاعيبها.. وإذا كانت الظروف وضعت المجلس العسكرى فى موقع المسئولية التى كان لابد أن يتحملها إلا أنه بدلا من أن يمر بالبلاد للخروج من عنق الزجاجة انغمس من أخمص قدميه حتى أذنيه فى مستنقع السياسة، وظل يتخبط ويتخبط ثم ترنح وترنح بعد أن تهاون فى البداية بالضرب بيد من حديد على مبارك ورموز نظامه ثم جاء بوزراء بلا صلاحيات لا تصلح إلا أن تكون(أسماك زينة)!
وعلى الطرف الآخر لم تقدم الأحزاب قديمها وحديثها أى شىء.. أى شىء يفيد الثورة بل تناحروا وتشابكوا وضربوا بعضهم البعض فوق وأسفل الحزام وخرج التيار السلفى ليكفر الجميع وتبارى الإعلام الحكومى والمستقل نصف الحكومى فى تقديم نماذج تتحدث عن الثورة أثارت الاشمئزاز واختلط الحابل والنابل ليجد الثوار أنفسهم على المحك إما أن تضيع الثورة ويضيع معها حلم مصر القوية الحرة العزيزة أو الاستمرار فى النضال.. فاختار الثوار الطريق الصحيح وهو النضال حتى تتحرر مصر من الفساد بكل أشكاله وصوره وغلمانه وسدنته.. وبكل الصدق والتجرد والخوف على مصر لابد من (تعليق الأجراس فى رقبة القط) حتى ينذر فى كل قفزة يقفزها الجميع إلى الخطر الحقيقى والمؤكد الذى تذهب إليه مصر داخليا وخارجيا لذلك لا مفر من أن تعترف كل الأطراف بالخطأ وتقبل الإدانة ولايستعلى طرف على الاعتراف بالخطأ كمقدمة لازمة وضرورية للمضى قدما فى تحقيق ماقامت الثورة من أجله (تغيير.. حرية.. عدالة اجتماعية)
مصر الآن تحتاج أن ترفق بنفسها ولايتم الإصرار على أن هناك طرفا خاسرا لأن الفائز الوحيد هو مبارك وعصابته خارج بورتو طره وداخله ولأن العند يورث الكفر فيجب أن نعلم جميعا أن مصر ملك لشعبها وهو سيدها ولن يستطيع كائن من كان أن يلوى ذراع مصر.
على الجميع أن يعلم أن مصر كانت وستظل دينها الإسلام والمسيحية لغتها العربية، عمقها أفريقى لاشرقية ولاغربية تاريخها يجعلها كنانة الله فى الأرض هى دولة لاعلمانية ولادينية بل كانت وستكون دولة مصرية مصرية. العدل والحرية والكرامة والمساواة والوسطية هو تراثها ومنهجها ولا مجال لمن يدعى زورا وبهتانا أن يتحدث باسم الدين الإسلامى والمسيحى أن يشعل نار الفتنة، فالدين لله والوطن للجميع!! وأخيرا أقول لأذناب مبارك وخصيانه وغلمانه وحملة مباخره إن مصر لاتدار من الخارج وثوارها لايتلقون تعليمات من أحد وشعبها هو سيدها ولن تنكسر مصر ولن تركع إلا لله
الله.الوطن.الثورة