ناصر عراق

الفقراء والمجلس العسكرى والثورة!

الخميس، 29 ديسمبر 2011 10:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر من عشرة أشهر مرت على اندلاع ثورتنا المصرية العظيمة، ومازال فقراء هذا الوطن يكابدون أوضاعاً بائسة، على الرغم من أن أحد أبرز شعارات الثورة تمثل فى المطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية.
أظنك تعلم أن هناك أكثر من أربعين مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر (أقل من دولارين فى اليوم) وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، وأن نظام مبارك تفنن فى إذلال المصريين وإفقارهم، فى الوقت الذى كان فيه الرئيس المخلوع وعصابته تنهب خيرات البلد، بصورة غير مسبوقة، لذا قامت الثورة فى 25 يناير بحثاً عن الكرامة وأملاً فى الإنصاف، ماذا كانت النتيجة الآن؟ ومن يتحمل تبعات الفقر المستمر والمتفاقم؟.
كما هو معلوم، فإن من يملك السلطة السياسية عليه أن يحافظ على كرامة الناس ويوفر لهم الأمن ويحقق لهم العدالة الاجتماعية ويحمى ممتلكات الدولة والشعب، وبالتالى فإن المجلس العسكرى الذى آلت إليه الأمور فى مساء 11 فبراير الماضى، هو المسئول الأول عما يحدث للمصريين منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة.
للأسف الشديد، أخفق المجلس إياه فى إنجاز الحد الأدنى من المهمات الموكولة إليه، فلا هو حافظ على كرامة الناس وحياتهم، ولا هو تمكن من حماية ممتلكات الدولة (القتل والاعتداء والسحل مستمر فى ميادين وشوارع القاهرة بقوات الجيش والشرطة، حرق المجمع العلمى)، ولا هو شد أزر الفقراء (من عمال وفلاحين وموظفين صغار وعاطلين.. إلخ)، فقام بتحسين مستوى معيشتهم، كما أنه لم يتخذ قراراً واحداً "يشكم" به الأثرياء أو يضبط إيقاع جشعهم قليلاً!.
حسناً.. كيف استثمر المجلس العسكرى هذه الشهور العشرة؟
لقد كان مشغولاً، ومازال، بالحفاظ على السلطة التى أهديت إليه منا نحن الشعب والاستئثار بها، وعليه ظل يراوغ ويتلكأ فى تنفيذ مطالب الثورة، حتى إذا ضج الناس وخرجوا فى المليونيات الشهيرة رضخ وانصاع قليلاً، ثم عاد إلى عناده وخططه الجهنمية فى إجهاض الثورة ومحاباة الأغنياء، والحط من شأن الفقراء، كما كان يفعل بالضبط حسنى مبارك، الذى قام بتعيين أعضاء هذا المجلس بنفسه!.
وما الإعلان الدستورى وتعديلاته وتعديل تعديلاته وانتخاباته، والحكومات التى عينها المجلس العسكرى إلا لتنفيذ أغراضه فى إطفاء نار الثورة والحلم بمستقبل أجمل وأكثر عدلاً (أحمد شفيق/ عصام شرف/ كمال الجنزورى).
إذا سألتنى ما العمل إذن؟ سأخبرك أنه لا حل إلا بإبعاد العسكر عن السلطة السياسية، وليقم الجيش بمهامه الوطنية فقط فى حماية حدود البلد، أما كيف يتنازل المجلس العسكرى عن السلطة السياسية؟ ومن يتولاها من المدنيين؟ وكيف ننصف الملايين من الفقراء؟ فتلك قصة أخرى تحتاج إلى مقال أطول!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة