تتواتر الأسئلة، لكنها طيور بلا أجنحة، فليس هناك جواب شاف لهذا الزخم الهائل من الأسئلة، لكن السؤال الأهم والأخطر هو من يرد لشباب مصر ثورته السليبة؟
تلك الثورة البيضاء التى شهد لها العالم أجمع وباتت تدرس فى الأمم المتحدة لنموذجيتها، وباعتبارها مثالا وواقعا لمعنى الثورة. ثورة قضت على حكم لستة عقود من الحكم الديكتاتورى الفاشى الذى حكم مصر بالحديد والنار وحول مصر لدولة بوليسية. ثورة قامت لأجل الأفضل لشعبها الصبور الذى تحمل معاناة سنوات مديدة من الفقر والجوع وإهدار الكرامة.
ثورة صهرت كل المصريين ليعاد تشكيلهم فى نسيج واحد بعدما مزق النظام الفاشى بين نسيج الوطن واستباح كل المحظورات فعزف على التفرقة " فرق تسد".. ثورة قامت للخروج من بوتقة العهود العجاف التى عاشها المصرى مهدور الكرامة معدوم الأمان معدوم المستقبل.
ثورة قضت على شبح الخوف القابع على أنفاس الشعب فحررته من الخوف وبدأ يحلم بغد أفضل وأيام قادمة تزف الأخبار السعيدة . ثورة حلم معها المصريون بالحب والكرامة والتآخى والرخاء والأمان.. ولكن هيهات.
فالثورة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وما زال شباب مصر ينزف دماءه الطاهرة ويقدم سنوات عمره فداء للوطن، و لم يتوان عن دفع فاتورة استمرارية الثورة والدفاع عنها، ولكن مازال النظام البائد يعمل بقوة من خلال فندق يأويه وليس سجنا يعاقبه! ومازال التيار الإسلامى الممول من دول الجوار يسعى لجر مصر للخلف وأفرز مناخاً ملتهباً يناقش ويبحث عن توافه الأمور كتقييم الأعمال الأدبية وتكفير الأدباء، وإحراج المذيعات ونشر الرعب بين فتيات مصر، فى الوقت الذى تجاهل فيه الأمور الجسام وهى القضاء على الفقر المرض والجهل والتخلف.
ونسى الجميع الأسئلة الحقيقية التى يجب ان نطرحها جميعا على أنفسنا على غرار:
من المسئول عن جراح قلب أم فقدت ابنها طالب الطب؟ ومن يضمد جراحها؟ من المسئول عن انتهاك حرمة فتاة عذراء؟ ومن يرد لها إنسانيتها التى استبيحت؟ من وراء تأسد تيارات (إسلاموية) خرجت من باطن الأرض كبركان مدمر يعمل بنفس آليات النظام السابق فى التفرقة بين شعب مصر الطيب؟ من يحمى مصر من الطوفان القادم؟
الثورة قامت للأفضل ولكن هيهات فالعنكبوت ينسج خيوطه الواهية الدقيقة على كل الجدران . فالسياحة قضى عليها والاستثمار الجاد هرب والبطالة زادت والشركات افلست ..ولانسمع فى الأجهزة المرئية أو المسموعة سوى أصوات لتيارات مؤدلجة تمتلك الحقيقة المطلقة..
لقد ظُلم الشعب المصرى حينما وٌصِف بالمتخاذل ، وحينما قام وانتفض وثار على نفسه وكسر حواجز الصمت أردوه قتيلاً !
فشعب مصر يملك شبابا نابض القلب حى الضمير صادق الرؤية بكل تأكيد يستحق حياة أفضل ...
يا قاتلى شباب الثورة، اقرأوا تاريخ مصر جيداً ستجدون أن مصر أمة تشبه ساعة الرمل تجدد روحها دائما بالانقلاب، واعلموا أن الأمة التى غيرت لغتها وديانتها ثلاث مرات لن يصعب عليها تغيير حكامها . وإن غداً لناظره قريب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد والله العظيم محمد
لن تسمح مصر ان يحكموها الموتي................ونحن احياء.........
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر حبيب
ردا على محمد والله العظيم محمد(جرجس) أو وائل أبراهيم
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي كامل
الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الى التعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل جرجس سعد
رائع كعادتك
عدد الردود 0
بواسطة:
فريد بخيت
استاذى احنى لك قبعتى