تشير النتائج الأولية المؤكدة لأول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير إلى تقدم كبير للإسلاميين، سواء من الإخوان المسلمين الذين جاءوا فى المقدمة أو من السلفيين الذين جاءوا من بعدهم ويتنافسون معهم، ولأول مرة فى التاريخ المصرى الحديث تنفتح الأبواب أمام الإسلاميين لينتقلوا من المعارضة إلى الحكم، وهنا يأتى التحدى الكبير أمامهم، فالمعارضة جلبت للإسلاميين تأييد المصريين فى مواجهة نظم مستبدة انحاز فيها الناس إليهم، باعتبارهم الصوت المضطهد الذى يتعرض للسجن والتشويه والقمع.
أما اليوم فإنهم ينتقلون إلى مدارج الحكم وقيادة الدولة، وهذه هى المرة الأولى التى يشكلون فيها الحكومة ويصنعون القرار بشأن الناس الذين منحوهم ثقتهم.. لم يجرب المصريون الإسلاميين كقوة حكم، كما لم يختبروا بعد دعواتهم التى كانوا يدعون الناس إليها وبرامجهم وقدرتهم على تحقيق العدل الاجتماعى والإنجاز الاقتصادى والحكم الرشيد.
الإسلاميون اليوم فى موضع الاختبار، وأمامهم تحدى إثبات قدرتهم على أنهم أوفياء لما طرحوه على الناس من أفكار تدعو إلى الخير والنهضة والتقدم.
عاش الإسلاميون من الإخوان والسلفيين فى جماعاتهم التى ضمنت لهم الحماية والقدرة على بناء شبكة اجتماعية فى كل الدلتا والصعيد والمحافظات الساحلية، وهو ما مكنهم من مواجهة النظم الاستبدادية والبقاء فى مواجهتها، واتسمت هذه الجماعات والشبكات الاجتماعية للإسلاميين بالتضامن والتماسك والطاعة ذات الطابع المشيخى فى الحالة السلفية والتنظيمى فى الحالة الإخوانية.. أما اليوم فإنهم ينتقلون من هذه الجماعات إلى الدولة ذاتها، وهنا فإنهم لا يخاطبون جماعاتهم وإنما يخاطبون الجماعة الوطنية المصرية كلها، ولا يمثلون تلك الجماعات فى البرلمان أو الحكومة، وإنما يمثلون كل المصريين بمختلف فئاتهم وتياراتهم الفكرية حتى أولئك المختلفين معهم، وفى ذلك الأقباط واللييراليون وشباب الثورة.
سيواجه الإسلاميون فى الحكم القدرة على تكوين تيار رئيسى يكون فيه أكبر قدر من التوافق على صياغة النظام السياسى لمصر، وفى السياسة فإن التوفيق والاعتدال والقدرة على بناء التوافقات العامة هى أحد أهم الفنون التى يمكن من خلالها قيادة سفينة البلاد المتأرجحة من المجهول إلى الاستقرار والاطمئنان.
سيواجه الإسلاميون فى الحكم القدرة على تقديم نموذج يحقق للناس الذين منحوهم الثقة، خاصة الفقراء والمهمشين والمظلومين والشباب، حل مشاكلهم، وأقول بكل وضوح إن حل المشكلة الاقتصادية - الاجتماعية فى مصر هو المختبر الذى سيثبت الإسلاميون فيه قدرتهم على أنهم أهل للثقة ومحل لها من قبل الناس.
هذا يحتاج إلى برامج تنموية وحقيقية وعاجلة وناجزة مع العلم بأن مصر جرى تجريفها وتخريبها من النظام السابق، وهو ما سيحتاج إلى موارد مالية ضخمة تلبى هذه البرامج، فالناس بحاجة إلى الشعور بأن أحوالهم الاقتصادية تحسنت.
يحتاج الإسلاميون إلى أن يكونوا أوفياء لمطالب الثوار والحوار معهم، وعدم اعتبار أن التصويت لهم فى البرلمان هو انتصار لقوى الاعتدال على شباب الثورة أو انتصار للروضة «مقر الإخوان» على التحرير.. نحن ما زلنا فى المرحلة الأولى للانتخابات، بيد أن المراحل الثانية والثالثة ستؤكد قدوم الإسلاميين من الجماعة إلى الدولة، وعلى النخب المثقفة والفئات الخائفة أن تمنحهم الفرصة، وأن تضعهم فى موضع الاختبار لنعرف هل سيثبت الإسلاميون قدرة على الحكم كما فعلوا فى المعارضة؟
إن أهم مشهد يحدث الآن هو أن صندوق الانتخابات أصبح من يمنح الشرعية لمن يحكم فى مصر، فإما يثبت قدرته ونجاحه فيستمر، أو يخفق فيصوت الناس ضده فى الانتخابات القادمة، إننى أضع يدى على قلبى، ففى نشوة النصر تكمن بذور التحدى.
عدد الردود 0
بواسطة:
MASRYAFANDY
SAVE EGYPT BEFORE IT IS TOO LATE.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد فتحى
بجد كلام متزن
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام احمد كامل
وفق الله من اراد الخير لمصر
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبد الحليم
الــــــكــــمــــــــال فـــــــــي هـــــدي الــحــــبــــيـــــــب
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ رامى الشافعى
مصر اقرب للنموذج التركى فى حكم الاسلاميين
عدد الردود 0
بواسطة:
م. حبيب الاسلام
ياسادة / الاخوان يريدون /الخير لكل الشعب المصرى / وبكل اطيافة السياسية /