طرحت السؤال على عينة عشوائية من البشر قائلا: «هل تخشى وصول الإسلاميين إلى الحكم فى مصر؟».. وانتظرت مثلما تنتظر أنت الآن الإجابة.
البعض قال نعم، والبعض قال لا، ولم تكتسح إجابة منهما الأخرى، ولكن البعض من أصحاب «لا» ألحق إجابته بجملة تقول: «أخشى السلفيين فقط وسوء استغلال سلطة الدين»، ولهذا دعنا نتفق منذ البداية على أن الكلام عن تيار الإسلام السياسى فى مصر لا يعنى بالضرورة الكلام عن الدين، لا تسقط فى ذلك الفخ الذى يهوى مشايخ السلف نصبه دائماً لكل منتقد أو صاحب وجهة نظر مختلفة معهم، لكى يبدو الأمر فى النهاية أن المختلف معهم مختلف مع الدين.
التيار الدينى بمشتقاته قرر أن يدخل لعبة السياسة، وعليه أن يتحمل تبعات اختياره، فالشيوخ على المنابر لهم ولخطابهم الدينى، حتى إن اختلفنا معه، كل الإجلال والاحترام، أما إذا جلسوا على مقاعد حزبية أو برلمانية أوسلطوية وتكلموا فى السياسية، فليس لهم سوى ما يحصل عليه أهل السياسة إن أخطأوا أو أصابوا.
ولأن التكرار أحيانا ما يقوم بتعليم الشطار، دعنا نقول مرة أخرى إن الأمر هنا لا علاقة له بالدين أو المنهج السلفى أو المنهج الإخوانى سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، الأمر هنا يتعلق بتيار دينى قرر أن يخوض غمار اللعبة السياسية بكل تفاصيلها، فليعتقد أهل التيارات الدينية فى مصر ما يعتقدونه دينياً، ويقولون على المنابر ما يقولون، ولكن يجب عليهم أولاً أن يقدموا لهذا المجتمع ما يكفى من الضمانات التى تحميه من استخدامهم لسلاح الدين، وما يمكن ارتكابه تحت مظلته، لا نريد من التيار الإسلامى الذى خاض معركة الانتخابات وحصد أغلبية الأصوات سوى أن يكون بيننا وبينهم عهداً لا ننقضه ولا ينقضونه، عهداً واضحاً يضمن التكافؤ للمعركة السياسية، وينحى الدين جانباً عن معارك السياسة، ويضمن الأمان لهؤلاء الذين أفزعتهم تصريحات رموز التيارات الدينية بداية من الشيخ الحوينى، الذى قال بضرورة جلوس المرأة فى المنزل وفرض الحجاب، ومرورا بما قاله الشيخ شومان حول أن الليبرالية تعنى أن تخلع أمهاتنا الحجاب، أو ما قاله عبود الزمر عن وجوب دفع المسيحيين الجزية وعدم توليهم المناصب الهامة، وانتهاء بحديث الفلوطة والملتزمات والأخوات الذى أدلى به عاشق وضع اليد فى الوسط على طريقة نساء زمان القيادى الإخوانى صبحى صالح.
لا نريد من التيارات الإسلامية السياسية عراكاً حول الأفكار الدينية، ولا نريد لهم اختفاءً فى السجون كما حدث فى عصر مبارك، ولا نريد لهم بقاءً سرياً تحت الأرض، هم فصيل انتماؤه لهذا المجتمع واضح ومحسوم ببطاقة الرقم القومى وشهادات الميلاد، ومن حقه أن ينزل إلى الحقل السياسى، ولكن طبقاً لشروط وقوانين واضحة ومفهومة، ولذلك يبقى العهد الذى بيننا وبين أى تيار دينى قرر أن يشارك فى اللعبة السياسية واضح التكوين والمعالم، ويتكون من نقاط أربع هى كالتالى:
1- احترام الرأى الآخر ومبادئ الديمقراطية.
2- احترام الحريات الشخصية وما يكفله القانون والدستور من حقوق.
3- احترام العقائد الدينية والمذاهب الأخرى.
4- احترام مبدأ تداول السلطة وإعلاء شأن صندوق الانتخاب.
النقاط الأربع واضحة، ومثلها مثل «بيرسيل» قادرة على تفتيت وإزالة أقسى بقع المخاوف فى نفوس المصريين، الالتزام بها يمنح هذا الوطن نهضة هو فى أمس الحاجة إليها، وتداولا سلميا للسلطة يضعه فى صفوف دول العالم المحترمة، أما نقضها فلن يمثل سوى دعوى جديدة للفوضى وتشويه قاس للإسلام ورجاله.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م / أحمد
إن كنت ناسى أفكرك
عدد الردود 0
بواسطة:
dr tarek
أأنت ملكي أكثر من الملك؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم
كيف ننحى الدين جانبا
عدد الردود 0
بواسطة:
شوقى احمد
حكمت فظلمت نفسك
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم
المستقبل أفضل ان شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس نزيه سلام
الي التعليق رقم
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
احلام النقاط الاربعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو عاصم
اتعجب !
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف ابو عميرة
هذه المبادئ الاربع من بديهات فكر الاسلام السياسى قديما وحديثا
عدد الردود 0
بواسطة:
عاصم
الفخ