مدحت قلادة

رداً على خالد صلاح: الرقم القبطى فى التخيلات

الجمعة، 30 ديسمبر 2011 03:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مقاله بـ«اليوم السابع» تناول الأستاذ «خالد صلاح» مسألة تصويت الأقباط من زاويتين؛ الأولى محض افتراض، والثانية محض افتراء، هذا مع افتراضنا نحن توافر حسن النية فى المقال الذى خرج علينا بنتيجة طريفة مفادها أن: تصويت المسيحيين لم يشكل علامة فارقة فى النتائج؟

وإذا تجاوزنا النتيجة ودلفنا إلى المقال، وأمعنا النظر فى مضمونه، سنجد أن الأستاذ «خالد» يحاول جاهداً التأكيد على نقطتين، أولاهما؛ أن تعداد الأقباط مبالغ فيه، وهذا - إذا استبعدنا سوء النية - محض خيال أو أمنيات.. فالإحصائيات تؤكد أن تعداد الأقباط يتراوح بين سبعة عشر وعشرين مليون نسمة، وفقاً للبيانات الحكومية فى العهد البائد، وطبقاً للأعداد المثبتة والموثقة بالرقم القومى.

أما النقطة الثانية وهى «عزوف الأقباط عن المشاركة» فهى نقطة مثيرة للجدل وفيها كثير من الافتراء والتجاهل للحقائق أهمها عمليات التزوير التى تمت - وفقاً لما نشرته «اليوم السابع» التى يترأسها الأستاذ خالد - واختراق التيارات الدينية لعدد من رجال القضاء، علاوة على التزوير فى كثير من اللجان لصالح التيارات الدينية التى استخدمت فى لجانها للتأثير على الناخبين ما يزيد على الخمسين ألف لاب توب!! وكلها نفحات مالية «نفطية» معروفة المصدر والهدف.

يقول الأستاذ خالد «فى حين حصلت قائمة الكتلة، وهى القائمة التى اتهمها خصومها بالحصول على تأييد الكنيسة، على أقل من ثمانمائة ألف صوت» هل ننوه بداية على مدى الظلم الواقع على الكنيسة وعلى أقباط مصر؟ فكيف نصدق ضلوع الكنيسة فى مؤامرة حشد الأصوات لصالح اتجاه دون سواه؟ بل نبالغ فى تخيلاتنا أن شعب الكنيسة بدوره تجاهل أوامر الكنيسة ولم يذهب للاقتراع؟

لقد صوت أقباط مصر لمرشحى «الحرية والعدالة» طبقا لقاعدة «أقل الضررين» علماً بأن الكتلة لم تغط كل الدوائر، وربما سنعرف التعداد الحقيقى للمشاركين حينما تُجرى انتخابات بعيدة عن التزوير وعن اختراق التيارات الدينية.

أما عن تعداد الأقباط فى مصر الذى – وفقاً لمقال الأستاذ صلاح - يتراجع «إحصائيا» على نحو لا يتيح لهم فرص التأثير فى العملية السياسية، فهذا لا يضعكم أمام أبعاد أخرى بل أمام «أحلام» أخرى تتمحور فى أن الأقباط يهربون للخارج بأعداد هائلة، وإلا ما سبب هذا «التراجع» المزعوم؟

وقد اختتم المقال بعبارة متداولة «الله أعلم» وكأننا بصدد فتوى لا مقال! ولم لا وكل ما يصدر عن التيار الدينى ومناصريه هو حقائق منزلة وكل من خالفهم أو اختلف معهم هو بطبيعة الحال ضد المشيئة الإلهية.

والحقيقة أن كل هذه الأحداث والآراء تدعو للتشاؤم، فقد استشرى التزوير وشراء النفوس وقلب الحقائق ولما تزل الجماعات الدينية على الأبواب، فماذا ستفعل حينما تمسك بزمام الأمور؟ عندها ستصبح لهم اليد الطولى فى كل شىء، ولنا الله يامصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة