قيادات الجماعة كتبوا للأمة من داخل السجون سلسلة مراجعات فقهية وفكرية وسياسية راقية الأسلوب، وبالغة الحكمة، أعادت ترتيب قواعد الشريعة الإسلامية فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وبيان الفرق بين حدود الفرد فى تطبيق «الأمر والنهى»، بالمقارنة مع حدود الدولة وسلطان القانون، لضمان عدم إساءة استخدام فضيلة «النهى عن المنكر»، وفق مفاهيم فردية ليست محل إجماع فقهى، أو بوسائل خارجة عن سلطان الدولة، وبطرق تهدد بنزاعات أهلية أو طائفية دامية.
الآن سيسأل الناس قيادات الجماعة الإسلامية إن كان ما كتبوه لنا فى منتصف التسعينيات فى مراجعاتهم هو «لوجه الله ولشريعته وقرآنه»، أم أنه كان إرضاء للسلطة التى امتلكت آنذاك «عصا السجن»، و«سحر الحرية»، ظلما وقهرا واغتصابا، وسيسأل الناس عاصم عبدالماجد وناجح إبراهيم وكرم زهدى: هل ما يحدث الآن من إعلان مبادرات فردية للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يتفق مع شرع الله الذى شرحتموه لنا فى المراجعات، أم يتعارض مع أحكام الإسلام؟
قولوا كلمتكم التى أعلنتموها للناس فى المراجعات، واعلموا - حفظكم الله - أنه ما كان لله دام واتصل.. وما كان لغير الله انقطع وانفصل، وما «يكون بغير الله» لا يكون.. وما «لا يكون لله» لا ينفع ولا يدوم.
ننتظر كلمتكم.
والله أعلم
