الداعية السلفى فى منطقة الهرم والجيزة حسن أبوالأشبال صدم أهالى المنطقة البسطاء الطيبين فى خطبة الجمعة أمس الأول عندما وصف أقرانهم من أهالى بعض المناطق الراقية من «العلمانيين» بأن علمهم بالدين «كالدابة والحمار»، ولماذا يا شيخ أبوالأشبال؟ لأنهم اختاروا رجلا فى الانتخابات لا يؤمن بشرائع الله!
وإذا كان أبوالأشبال يقصد أهالى دائرة مصر الجديدة والدكتور عمرو حمزاوى، فنقول له عفوا ليست هذه أخلاق السلف الصالح من المسلمين الأوائل الذى يتشبه مع غيره بهم فى وصف الناس بالدواب والحمير واعتبار رجل مسلم نطق بالشهادة بأنه لا يؤمن بشرائع الله.
من أعطاك الحق يا أبوالأشبال أن تمنح صكوك الإيمان والكفر للبشر، ومن قال إنك على طريق الله وغيرك على طريق الشيطان، يا شيخ اتق الله فى وصف البشر بألفاظ فظة غليظة واعتبار علمهم بالدين كالدواب والحمير، لمجرد أنهم مارسوا حقوقهم السياسية فى اختيار من يصلح لتمثيلهم فى البرلمان القادم على أساس الكفاءة والمهنية فى إدارة العملية الانتخابية، وليس على أساس دينى أو مذهبى أو عرقى، إنهم لا ينتخبون الله، أو من يمثله على الأرض من الذين اعتبروا أنفسهم ظلال الله على الأرض، فنحن فى عملية سياسية وانتخابات ياشيخ أبوالأشبال، ارتضيتم أن تخوضوها وتقروا بقواعدها، والخلط هنا بين النص المقدس والسياسة بألاعيبها وتشابكاتها لا يفيد، بل قد يضع ما هو مقدس فى مواجهة أمور حياتية يؤدى فى النهاية إلى صدام فى غير صالح المجتمع مثلما حدث فى تجارب دول سابقة فى أفغانستان أو السودان، فما بالنا لو حدث ذلك فى مصر بكل تراثها الحضارى والعلمى والإنسانى.
لا أريد أن أذكرك يا شيخ بأخلاق الإسلام السمح فى التعامل مع الآخر وبأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقفه والذى قال له المولى سبحانه وتعالى «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».. مثل هذه الأقوال والفتاوى الصادمة من أبوالأشبال أو الشحات وغيرهما من رموز التيار السلفى المتعصبة تثير الفزع والخوف من وصول السلفيين إلى مقاعد البرلمان، فبدلا من أن كان المصريون يعانون من الاستبداد السياسيى سيواجهون بالاستبداد الدينى فى ظل وجود أمثال أبوالأشبال، والشحات، وشومان.