مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يمكن أن تكسبه مصر إذا فازت ببرلمان جديد فى انتخابات حرة مباشرة، وربحت الأحزاب سلطان التشريع، ودفة الحكم من داخل مجلس الشعب، ثم خسرت مصر سلامها الاجتماعى، وانجرفت إلى حالة التناحر الطائفى بعد انفجار هذا الصراع بين الجامع والكنيسة، وبين الشيخ والقسيس، خلال الدعاية الانتخابية «العلنية والسرية» بين المرشحين؟.
اللعب بملف الطائفية، وتحريض المسلمين على المسيحيين، والمسيحيين على المسلمين، قد يحرك المواطنين إلى صناديق الاقتراع، وقد يضمن الفوز لمحترفى الاحتقان الدينى، لكنه فى النهاية يقود البلاد إلى هاوية سحيقة، وإلى لحظة عنف فاصلة.. وبالغة الخطورة، هذه اللحظة لن ينفع فيها الخطاب الدينى المعتدل، ولن تجدى فيها لغة المحبة، أو شعارات الاسترضاء بعد موجات التسخين المسيحى الإسلامى غير المسبوقة فى الجولة الأولى للانتخابات.
الآن.. مصر انقسمت بين مسلمين ومسيحيين، وبين أنصار للكنيسة وأنصار للجامع على نحو باطل، وعلى فهم أخرق للصراع السياسى والانتخابى، وإن بقى الوضع على ما هو عليه، سنكسب برلمانا بانتخابات حرة، ونخسر وطنا بتناحر خسيس باسم الدين والشرائع.
المهمة الأولى للنواب الفائزين هى إزالة آثار العدوان الطائفى فى الانتخابات، بأى وسيلة «مؤتمر وطنى، حوار عام، اعتذارات متبادلة»، أو أى وسيلة أخرى، المهم ألا يقودنا التناحر الطائفى إلى أن نخسر بلدنا، ونخسر أنفسنا، دون أن ينتصر الدين.. لا هنا، ولا هناك.
والله أعلم
مشاركة